لم تعد مادة البوتوكس مجرد سائل يحقن في الوجه لعلاج علامات تقدم السن، إذ تعددت استخداماته الطبية لعلاج الصداع النصفي والتخلص من الوزن الزائد، ليقحم نفسه اليوم أيضاً في عالم الطب النفسي، إذ بينت دراسة حديثة أن حقن البوتوكس بين الحاجبين يساعد في التخفيف من الاكتئاب، بالإضافة إلى فوائده التجميلية في إزالة الخطوط التي تخلفها عادة عقد الحاجبين. وذكر موقع "سايكو سنترال" أن الباحثين في جامعة تكساس في أوستن، أجروا دراسة عشوائية على مدى 24 أسبوعاً شملت 30 شخصاً يعانون من الاكتئاب الحاد والذين لا يتعاطون أكثر من ثلاثة أنواع من الأدوية المضادة للاكتئاب ولا يتعرضون للعمليات التجميلية باستمرار. وفي التجربة تم حقن بعضهم بإبر البوتوكس والبعض الآخر بمادة مشابهة له لكنها لا تحدث أي تأثير على الجسم، ثم تم تغيير المجموعات بعد 12 أسبوعاً ليتم حقن المجموعة التي تم حقنها مسبقاً بالبوتكس بالمادة الشبيهة، وحقن المجموعة التي حقنت بالمادة الشبيهة بالبوتكس. وبينت الدراسة أن المجموعات التي تلقت حقن البوتوكس شهدت تحسناً نفسياً في الأسبوع السادس بنسبة تصل إلى 55 في المئة، وأن نسبة التحسن استمرت في الارتفاع مع مرور ال 24 أسبوعاً. ولم يتوصل العلماء إلى أي أسباب علمية لتفسير هذا التحسن الذي طرأ على من أجريت عليهم التجربة، إلا أنهم وضعوا توقعت بأن ردود أفعال الآخرين الإيجابية بالنسبة لمفعول البوتوكس التجميلي في إزالة العقد الموجود بين الحاجبين وجعل الوجه أكثر تبسماً قد تكون هي السبب. وأضافوا أن اختفاء عقدة الحاجبين من الوجه بسبب حقنة البوتوكس من الممكن أن يكون له تأثير في إعطاء إشارات للمخ للتقليل من نشاط اللوزة المخية المسؤولة عن الاكتئاب. ولا تقتصر فوائد البوتوكس الغير تجميلية على التقليل من الاكتئاب، إذ ذكر فريق برنامج "الأطباء" (The Doctors) أنه من الممكن خسارة الوزن عبر حقن البوتوكس في المعدة. وأوضح الفريق أن الإجراء غير جراحي وسريع، إذ يستغرق أقل من 10 دقائق، ليعمل البوتوكس على تقليل انقباض عضلات المعدة وإبقاء الطعام فيها فترة أطول، ما يقلل الشعور بالجوع، بالإضافة إلى احتلاله حيزاً من المعدة ليقلل من كمية الطعام الذي يحتاجها الشخص. وكانت "إدارة الدواء والغذاء الأميركية" أعلنت على موقعها الرسمي في العام 2010 عن البدء بالسماح باستخدام حقن البوتكس لعلاج الصداع النصفي، استناداً إلى دراسات بينت قدرته على التقليل من نوباته المزمنة التي قد تتكرر 14 يوماً في الشهر، إذ عمل الحقن بالبوتكس على تقليص عدد أيام نوبات الصداع مابين تسعة إلى 6 أيام شهرياً. وبينت الإدارة أيضاً أن حقن البوتوكس في المثانة يساعد على علاج فرط نشاط المثانة الذي يؤدي إلى كثرة حاجة الشخص إلى الدخول إلى الحمام وزيادة قدرتها على احتواء كم أكبر من السوائل. وأشار موقع "دايلي مايل" إلى قدرة البوتوكس على التقليل من نمو الخلايا السرطانية في المعدة من طريق منع الإشارات العصبية التي تحفز الخلايا الجذعية السرطانية، الأمر الذي يزيد من استجابة الخلايا السرطانية للأدوية أيضاً.