قال رئيس «أرامكو» السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين أمين الناصر أمس: «إن أرامكو تتوقع أن تتعافى أسعار النفط في النصف الأول من 2017، ويظل الطلب عند مستويات جيدة بعد عامين من أسعار منخفضة على نحو مؤلم». وأبلغ الناصر مؤتمر «حوار الطاقة» بأن الفجوة بين العرض والطلب تتقلص، متوقعاً أن يحدث التوازن بينهما في النصف الأول من 2017 مع صعود الأسعار. وأضاف أن الاستعدادات للطرح العام الأولي لحصة تزيد قيمتها على بليوني دولار في الشركة تمضي «في شكل جيد جداً». وقال: «إن أرامكو تمضي قدماً في إعداد جميع العناصر اللازمة لإصدار نتائج مالية فصلية»، مبدياً أمله بأن يحدث ذلك العام المقبل. وأكد رئيس «أرامكو» في كلمته، التي ألقاها أمس أمام مؤتمر «حوار الطاقة» المنعقد في مقر مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية بالرياض، أن الحقبة المقبلة في صناعة النفط والغاز تستلزم الوفاء بمتطلبات التغير المناخي، بالتوازي مع تلبية الطلب المتزايد من الطاقة للعالم، مشيراً إلى أن «أرامكو» السعودية تنتهج استراتيجيات فعالة ورائدة للحد من الانبعاثات الكربونية، وتسعى لتحويل تلك الانبعاثات إلى منتجات مفيدة ذات قيمة. وقال: «الطاقة هي عصب الحياة للحضارة الإنسانية المعاصرة، ويُعد مقدار استهلاكها مؤشراً إلى حيوية المجتمعات وجودة الحياة». وأضاف: «إن هناك تفاوتاً كبيراً في استهلاك الطاقة بين الدول، ففي حين يبلغ المتوسط العالمي الحالي لكمية استهلاك الفرد 14 برميلاً من النفط الخام المعادل في السنة، فإنه يبلغ في دولة كالولايات المتحدة الأميركية 50 برميلاً للفرد في السنة، بينما يبلغ في الهند خمسة براميل فقط للفرد في السنة». وأضاف: «على رغم أن الطلب العالمي على الطاقة سيزداد - بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية - خلال الأعوام ال25 المقبلة بنسبة 25 في المئة عما هو عليه حالياً، نتيجة ازدياد سكان العالم، فإن نسبة نمو الانبعاثات ستنخفض إلى أقل من 14 في المئة، بسبب زيادة تقنيات كفاءة الطاقة. والسؤال الملح الذي يبقى هو؛ كيف نلبي الطلب المتزايد على الطاقة، وفي الوقت نفسه ندير في شكل فعال انبعاثات الغازات التي تسبب التغير المناخي؟». وقال الناصر: «إن الأولوية التي يوليها العالم لقضية التغير المناخي، ومساعي تنمية الطاقة المتجددة، تستدعي توفر بدائل جاهزة قادرة على تلبية الطلب المتزايد، مع ضمان توفر عنصري الموثوقية والكلفة الاقتصادية». وفي حين شدد الناصر على ضرورة الاستثمار على المدى الطويل، لتهيئة البنية التحتية للطاقة العالمية لبدائل الطاقة، أشار إلى أن الحكمة والواقعية تحتمان مواصلة تنفيذ استثمارات كافية خلال المستقبل المنظور في قطاع النفط والغاز، لافتاً إلى أن المملكة ملتزمة بتحقيق هدف الطاقة النظيفة، والوفاء بمتطلبات تغير المناخ. واستشهد الناصر بمبادرة «الميثان» العالمية، ومبادرة «مهمة الابتكار»، والمنتدى الريادي لفصل الكربون وتخزينه، بمثابة أمثلة على إسهام المملكة في الجهود العالمية للتصدي لمشكلة تغير المناخ والحد من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتحدث عن استراتيجية «أرامكو» السعودية الشاملة لإدارة الكربون، والتي تقوم على أربع ركائز، وقال: «أولاً: دعم الجهود التي تبذلها المملكة في مجال كفاءة استهلاك الطاقة. ثانياً: زيادة إمدادات الغاز بصورة كبيرة. ثالثاً: التركيز على تطوير مصادر الطاقة المتجددة. ورابعاً: تعزيز أعمال البحث والتطوير في مجال التقنيات، وخاصة تلك التي تتيح تحويل الكربون إلى منتجات مفيدة». وأكد أن «أرامكو» السعودية لا تعمل وحدها في مجال البحث والتطوير، بل تتعاون عبر منظومة شراكات محلية ودولية. وأضاف: «تدير أرامكو السعودية شبكة تضم 11 مركزاً للبحوث وتطوير التقنيات في المملكة وأميركا الشمالية وأوروبا وآسيا، إذ يتعاون الباحثون والعلماء في شكل وثيق مع مجموعة من الشركاء من قطاع النفط والغاز، وكذلك من مختلف الصناعات والمجالات البحثية الأخرى». وفي إطار الاستجابة الرائدة من قطاع الطاقة لمشكلة تغير المناخ، أشار إلى أن «أرامكو» السعودية دخلت في شراكة مع تسع شركات نفط عالمية، ينتج أعضاؤها نحو 20 في المئة من إجمالي إنتاج العالم من النفط والغاز، وذلك لوضع مبادرة شركات النفط والغاز في شأن المناخ. مبيناً أن المبادرة تسعى إلى اتخاذ إجراءات عملية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.