قالت رافينا شامداساني الناطقة باسم مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان خلال لقاء معتاد لعرض أحدث التطورات في مقر المنظمة الدولية في جنيف الثلثاء، أن قوات المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في سورية ربما تكون ارتكبت جرائم حرب خلال هجماتها العشوائية في حلب، في وقت اتهمت المعارضة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بالانحياز إلى النظام السوري. وكان مسلحون شنوا الأسبوع الماضي هجوماً على مناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة في حلب بعد مضي أكثر من شهر على عملية أطلقها الجيش لاستعادة المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب والواقعة بالفعل تحت الحصار. وتقدر الأممالمتحدة أن ما بين 250 ألفاً و275 ألف مدني محاصرون في حلب، إضافة إلى ثمانية آلاف من مقاتلي المعارضة يتحصنون في الجزء الشرقي من المدينة. وقالت شامداساني: «كل الأطراف في حلب تقوم بأعمال قتالية تسفر عن أعداد كبيرة من الضحايا من المدنيين وتخلق مناخاً من الرعب لمن ما زالوا يعيشون في المدينة». وأضافت أن الأممالمتحدة وثقت في مطلع الأسبوع مقتل أكثر من 30 مدنياً، بينهم عشرة أطفال وعشرات الإصابات الناجمة عن هجمات بقذائف وصواريخ وغيرها من المعدات المتفجرة البدائية الصنع على غرب حلب. وتابعت: «ما تردد عن استخدام صواريخ تطلق من الأرض واستخدام مركبات مدرعة محملة بالمتفجرات في منطقة فيها أكثر من مليون ساكن مدني، أمر غير مقبول إطلاقاً وقد يمثل جريمة حرب». وقالت أن الأممالمتحدة ليست لديها معلومات مفصلة كافية لتحميل جماعة معينة مسؤولية الهجمات. وتابعت أن قوات الحكومة وحلفاءها مستمرون أيضاً في قصف شرق حلب الواقع تحت سيطرة المعارضة وأن الأممالمتحدة وثقت 12 إصابة مدنية، بينها طفلان يومي السبت والأحد. وقالت: «الضربات الموجهة إلى مستشفيات ومدارس وأسواق ومنشآت المياه والمخابز أمر شائع وإذا ثبت أنها متعمدة فقد يمثل ذلك جرائم حرب». وقال الناطق باسم «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رياض نعسان آغا في بيان أن دي ميستورا «يكشف ما في نفسه من ميول لطرف النظام ويفقد حياده الذي يدعيه ويعرب عن صدمته حين يرى فصائل المعارضة المسلحة تنهض للدفاع عن الشعب المحاصر في وقت عجز دي ميستورا والأممالمتحدة عن فتح طريق آمن لهما لإيصال المساعدات الدولية التي رفض النظام وروسيا إدخالها»، مستغرباً «ألا يرى دي ميستورا سبباً لقيام المعارضة باستخدام الأسلحة في حلب كأنه يريد للمعارضة المسلحة أن يقف دورها عند رفع الأنقاض وسحب الجثث المتفحمة بنيران صواريخ النظام وروسيا وإيران، وعند البحث عن إسعاف لجريح يقاوم الموت فلا يجد في حلب كلها من يسعفه». وإذ أشار إلى «صدمة جديدة» بسبب إدانة دي ميستورا المعارضة، قال نعسان آغا أن «العالم كله رأى فضائح الأممالمتحدة التي تقدم المساعدات الدولية للنظام وهي توظف عناصر النظام المقربين في بعثتها في سورية، وتوكلهم بالشراء من مؤسساتهم ورأى قوافل المساعدات التي كانت تصل فارغة أو شبه فارغة».