أعلن قائد عسكري ميداني أن الجيش العراقي وضع «موطئ قدم» في الجانب الأيسر من الموصل، بعد ساعات على انطلاق المرحلة الثانية من معركة استعادة المدينة من قبضة «داعش»، فيما تفقد رئيس الوزراء حيدر العبادي الخطوط الأمامية، وبحث مع القيادات العسكرية في التطورات الميدانية. ومع دخول المعركة يومها ال15، أعلنت قيادة «العمليات المشتركة» فجر أمس، «بدء قوات مكافحة الإرهاب، والفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث في الفرقة الأولى وفرقة مشاة 16، التقدّم باتجاه الساحل الأيسر لمدينة الموصل من 3 محاور». وتهاجم القوات من جهة الشمال الشرقي عند منطقة بازوايا التي تبعد 6 كيلومترات من حدود بلدية المدينة عند قرية كوكجلي، ومن الجهة الشمالية عند منطقتي سادة وبعويزة والشلالات، فضلاً عن المحور الجنوبي الشرقي الذي يهدف إلى اقتحام أحياء سومر ودوميز. وأكدت قيادة العمليات في بيان أمس، «السيطرة على قرى بازوايا وطبرق وطهراوه التابعة لناحية برطلة»، وقال قائد جهاز «مكافحة الإرهاب» الفريق عبدالغني الأسدي، إن قواته «بعد استعادة بازوايا، واصلت التقدم لتدخل المنطقة الصناعية في قرية كوكجلي وطوق القرية، من جهة الحافة الأمامية للساحل الأيسر للموصل». ولفت إلى أنه «بذلك نكون قد وضعنا موطئ قدم في أحياء الساحل الأيسر، شرق الموصل»، كما نقلت خلية «الإعلام الحربي» عن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبدالأمير رشيد، قوله أن «قطعات الفرقة التاسعة تحرر قرية ألك وأصبح الساحل الأيسر تحت مرمى نيران قطعاتنا المباشرة وغير المباشرة». إلى ذلك، أفاد مكتب الإعلام في «الحشد الشعبي» في بيان، بأن «قوات الحشد حررت في المحور الجنوبي الغربي قرية مشيرفة وخربة طير، وزعيزيعة والبوجرادي، ودلاوية الشرقية، والامام الحمزة، وتل سيخان»، مشيراً إلى أن «العمليات مستمرة لتطهير كل المناطق». وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان أمس، أن «القائد العام وصل إلى منطقة العمليات للإشراف على عمليات التحرير الجارية». ولفت إلى أنه «عقد فور وصوله اجتماعات مع القادة الميدانيين، وقام بجولة تفقدية بين المقاتلين الأبطال في الخطوط المتقدمة، ثم توجه لتفقد القوات في قاعدة القيارة الجوية على بعد 80 كلم جنوب الموصل». وفي تطوّر لافت، أفادت وكالة «رويترز» بأن «قائد فيلق قدس الإيراني قاسم سليماني، يتجول في الخطوط الأمامية للقطعات العسكرية التي كانت تتقدم لاستعادة القرى والمدن التي تقع حول مدينة الموصل الأسبوع الماضي». وذكرت أن «شاحنات شوهدت وهي تسير على طريق سريع يؤدي إلى المدينة، تحمل مدافع رشاشة ومركبات همفي تعتليها رايات جماعات مسلحة شيعية إلى جانب الأعلام العراقية، بينما كانت الأناشيد الدينية تتعالى من مكبرات الصوت». وتأتي هذه التطورات فيما يشهد محور ناحية بعشيقة في شمال شرقي الموصل هدوءاً نسبياً، حيث تحاصرها قوات «البيشمركة» منذ أيام، بعد أن أوقفت تقدمها وفقاً للخطة العسكرية، على ما أفاد قادة ميدانيون. وأكد مصدر أمني أن «17 عنصراً من داعش استسلموا للبيشمركة بعد محاصرتهم في بعشيقة». في حين أكد مسؤول محور مخمور – كوي سيروان بارزاني، أن قواته «تسيطر على كامل المناطق (الواقعة ضمن المناطق المتنازع عليها بين إربيل وبغداد) جنوب شرقي الموصل».