جميعنا يعتقد أن ركوب الدراجة الهوائية سواء للمتعة أو للتنقل، ينعكس إيجاباً على صحة الإنسان وعلى البيئة أيضاً، من طريق خفض الانبعاثات الناتجة من احتراق الوقود. لكن العلماء تنبّهوا أخيراً إلى سبب يجعل الاعتقاد السابق غير دقيق، خصوصاً في الأماكن التي ترتفع فيها نسب تلوث الهواء. وتوصل العلماء في دراسة جديدة أصدرتها جامعة كولومبيا، إلى أن تنشق الهواء الملوث أثناء ركوب الدراجة الهوائية أو السير على الأقدام لفترة طويلة، قد يعرض الشخص لزيادة احتمال الإصابة بسرطان الرئة والربو والسكتة الدماغية، وفق ما ورد في موقع «ميديكال دايلي» (medical daily). وأوضحت الأبحاث أن ممارسة المشي السريع أو ركوب الدراجات الهوائية يستدعي التنفس بعمق، ما يعني دخول كمية أكبر من الهواء الملوث إلى الرئتين. ويؤكد الباحث آليكس بيغازي ما سبق قائلاً: «كلما تحرك الشخص بسرعة أكبر، كان عرضة لاستشناق كمية أكبر من الهواء الملوث». وبيّنت الدراسة أن المسافة التي يقطعها راكبو الدراجات الهوائية يجب ألا تتجاوز 7.5 إلى 12 ميلاً في الساعة، بينما على المشاة ألا يقطعوا مسافة أكثر من 1.2 إلى 3.7 ميل في الساعة، لتجنب التعرض للهواء الملوث بمستويات عالية، إضافة إلى ضرورة الاستعانة بالتطبيقات الهاتفية التي تبقيهم على دراية بالمسافة التي يقطعونها. ودرس بيغازي بيانات التعداد السكاني الأميركي ل10 آلاف شخص، وقام بحساب زمن التنقل المثالي، لمختلف الفئات العمرية ولكلا الجنسين، ثم قاس عليها نسبة الضرر الذي قد يتعرض لها الشخص بسبب استنشاق الهواء الملوث عند تخطي زمن التنقل المثالي الذي أشارت إليه الدراسة، موضحاً أن الأبحاث أكدت أن الأشخاص الذين شملتهم الدراسة بغالبيتهم، كانوا قريبين جداً من مسافة التنقل المثالية، وهذا أمر إيجابي. وكان بيغازي نشر سابقاً دراسة حول نسب المواد الكيماوية السامة التي يحملها الهواء، ويتعرض لها راكبو الدراجات الهوائية، خصوصاً في شوارع المدن المزدحمة.