انطلقت مبادرات عدة لحل الخلاف بين «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن» المعارضين في الغوطة الشرقية بعد تحقيق القوات النظامية و «حزب الله» المزيد من التقدم بالسيطرة على مناطق استراتيجية على مشارف دوما شرق دمشق معقل «جيش الإسلام». وقال «المجلس الإسلامي السوري» الذي يعتبر مرجعية للفصائل الإسلامية أنه شكل «لجنة برئاسة رئيس المجلس، لرأب الصدع وحل الخلافات بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن في الغوطة الشرقية»، وأشار إلى أن الجهود «ما زالت مستمرة وحثيثة، وناشد العلماء والدعاة في الغوطة أن يسيروا في الاتجاه التصالحي، ويبتعدوا عن التجييش»، وأضاف في بيان: «النظام ينتقص الغوطة الشرقية من أطرافها، ويستعيد بعض المواقع بسبب التفرق والتشتت والخلافات والفتن»، مشيراً إلى أنه «منذ أوائل أيام ما حصل بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن، حاول جاهداً رأب الصدع وحل المشكلات» لكنه اصطدم ب «عقبات كثيرة». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه تسلم مبادرة لتشكيل «جيش الإنقاذ الوطني في الغوطة الشرقية». وجاء فيها: «بعد الاطلاع على تقرير اللجنة السداسية وما خلصت إليه، وبعد متابعة الحراك الثوري لأهالي الغوطة ومطالبتهم بإنقاذها وبعد حالة الاستعصاء التي وصلت إليها الخلافات الفصائلية، نتقدم لأهلنا الأحرار في الغوطة الشرقية وخارجها وللفصائل الصامدة بالمبادرة التالية: اندماج الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية ضمن جيش واحد بقيادة جديدة تؤول إليه كافة الأسلحة والمقار والإمكانيات المادية والبشرية يحمل علم الثورة ويتبنّى أهدافها ويعمل على تحقيقها، ويجرى تشكيل هيئات ومجالس ومرجعيات وتعيين أعضاء تجرى تسميتهم من جانب جيش الإسلام وفيلق الرحمن ولواء فجر الأمة وحركة أحرار الشام الإسلامية، على أن تُحلّ باقي التشكيلات وتندمج في الجيش الجديد وتتم إعادة توحيد القضاء في الغوطة في رعاية مجلس القيادة العامة وتحال إليه كافة قضايا الدماء أصولاً». وعقد القائد العام ل «جيش الإسلام» عصام بويضاني (أبو همام) ومساعدوه اجتماعاً مساء الأحد في بلدة مسرابا في الغوطة الشرقية، مع قادةٍ عسكريين من غرفة عمليات «جيش الفسطاط» و «فيلق الرحمن». وأفاد «كلنا شركاء» بأن الاجتماع «تناول جميع المشاكل والعقبات التي تقف في وجه توحد الفصائل في الغوطة الشرقية، وتضمن حديثاً عن جميع المشاكل التي حدثت على خلفية الصراع الداخلي، وخلص الاجتماع إلى التنسيق العاجل للبدء بحل جميع المشاكل في شكل فوري». وأشار «المكتب الإعلامي لمدينة دوما» إلى أن الحديث «كان بكل صراحة وشفافية بجميع المشاكل التي حدثت في البلدة على خلفية الصراع الداخلي وسيتم العمل على إصلاحها من جميع الأطراف». وأن قادة «جيش الإسلام» أكدوا «ضرورة رص الصفوف ورد الحقوق إلى أصحابها أياً كانت ولمن كانت والتسامح والتنازل والابتعاد عن التجييش ورمي الاتهامات للوصول إلى حل ينجي الغوطة من خطر التقسيم ورد عدوان قوات النظام على جبهات الغوطة». وقال «المرصد» أن طائرات حربية «شنت غارات على أماكن في مدينة عربين وبلدة الريحان بغوطة دمشقالشرقية، وأماكن أخرى في محور الشيفونية ومناطق في مدينة سقبا بالغوطة الشرقية، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، وسط قصف لقوات النظام على مناطق في مدينة سقبا»، في وقت أفيد بأن «جيش الإسلام» صد محاولة للقوات النظامية «التقدم على مواقع الثوار على أوتوستراد دمشق – حمص الدولي»، وأن «معارك عنيفة دارت على أطراف منطقة تل كردي بالغوطة الشرقية، في محاولة للثوار لاستعادة المنطقة بعد سيطرة القوات النظامية».