ضرب زلزال قوي إيطاليا أمس، في مناطق وسط البلاد هزّتها زلازل متكررة خلال الشهرين الماضيين، ما أدى الى انهيار مزيد من المباني. وأعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن قوة الزلزال بلغت 6.6 درجة على مقياس ريختر، وحُدِّد مركزه على بعد ستة كيلومترات من بلدة نورتشا التاريخية في أومبريا. ويأتي بعد زلزال وقع في 24 آب (أغسطس) الماضي، وأسفر عن مقتل حوالى 300 شخص. زلزال أمس لم يؤدِ الى قتلى، بل الى «عشرات من المصابين بجروح طفيفة»، اذ إن فرار كثيرين من السكان من المنطقة منذ آب، ساهم في تفادي سقوط عدد ضخم من القتلى. وأشار خبراء الى أن زلزال أمس كان الأقوى منذ زلزال بلغت قوته 6.9 درجة، ضرب جنوبإيطاليا عام 1980، موقعاً 2735 قتيلاً. واعتبر جيولوجيون زلزال امس «الأقوى منذ 50 سنة»، في جنوبإيطاليا ووسطها. وتبعت زلزال أمس هزات ارتدادية، شعر بها سكان العاصمة روما ومدينة فلورنسا وضواحيهما. وأفاق سكان مقاطعات ماركي ولاتسيو وتوسكانا وأومبريا على اهتزازات عنيفة، تركّزت أقواها في ماركي. وهرع سكّان نورتشا إلى الشوارع، فيما انهارت كاتدرائية سان بينيديتو بنديكت الأثرية في البلدة التي شُيِّدت في القرن الرابع عشر، ولم يبق منها سوى واجهتها. وأعلنت هيئة الحماية المدنية التي تنسّق جهود الإغاثة من الكوارث، إن منازل دُمرت في أومبريا وماركي، مستدركة أنها كانت خالية لدى وقوع الزلزال، أو تمكّن سكانها من الفرار قبل انهيارها. وألغى رئيس الوزراء الإيطالي ماتّيو رينزي كل التزاماته، وتواصل مع رئيس هيئة الدفاع المدني لمتابعة تطوّرات الوضع. وتعهد إعادة بناء كل «المنازل والكنائس والشركات» المُدمرة، بسبب الزلازل والهزات التي ضربت البلاد خلال الشهرين الماضيين. وتابع الرئيس الإيطالي سيرجو ماتّاريلا الوضع، فيما ألغى القصر الجمهوري برنامج الأحد لزيارة المواطنين لمعالم قصر الكويرينالي، تحسباً لهزات أخرى. وسبق زيارة ماتّاريلا اسرائيل أخيراً، سجال ديبلوماسي بين روما وتل أبيب، اذ اعتبر أيوب قرا، نائب وزير التعاون الدولي الإسرائيلي (من حزب الليكود الذي يتزعّمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو) أن الزلازل والهزات التي ضربت إيطاليا أخيراً هي «عقاب ربّاني بسبب امتناعها عن التصويت في يونيسكو حول تاريخية معالم مدينة القدس»المحتلة. وكادت الزيارة تُلغى بسبب تلك التصريحات، لكن اعتذار المسؤول الاسرائيلي خفّف التوتّر بين الجانبين.