لفتت نائب الرئيس الأرجنتيني مارتا غابرييلا ميكيتي الأنظار بمجرد وصولها إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض أمس (السبت) في زيارة رسمية إلى المملكة، وذلك لظهورها تجلس على كرسي متحرك تسيره بنفسها برفقة مستقبليها وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن الفضلي وسفير الأرجنتين لدى المملكة ومندوب عن المراسم الملكية، ما أثار التساؤلات عن السبب وراء ذلك. وعلى رغم أنه من النادر ما يشاهد في عالم السياسية شخصيات على كراسي متحركة، إلا أن حادث السير الذي تعرضت له ميكيتي (مواليد 1965) والذي أجبرها على استخدام الكرسي المتحرك بعد التسبب لها بإعاقة دائمة وعدم القدرة على المشي، لم يمنعها من خوض الغمار السياسي والنجاح فيه منذ سنوات عدة. وحصلت حفيدة الرئيس الأرجنتيني السابق أرتورو إيليا على شهادة البكالوريوس في العلاقات الدولية من جامعة «ديل سلفادور» في بوينس آيريس العام 1988، ثم حصلت على شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال من جامعة العلوم والأعمال الاجتماعية في الأرجنتين (UCES) العام 1994، وأكملت دورة تخصص في تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية في جنيف العام 2000، ودورة تخصص أخرى في إدارة الجامعات في جامعة اوتوا في كندا العام 2001. ولم تثن الإعاقة ميكيتي التي تشغل منصب نائب الرئيس الأرجنتيني منذ 10 كانون الأول (ديسمبر) 2015، عن تولي مناصب مهمة في بلدها، فشغلت سابقاً منصب نائب رئيس بلدية مدينة بوينس آيريس العام 2007، كما تولت منصب نائب رئيس حكومة بيونس أيريس بين العامين 2009 و2013. ولعل ميكيتي ليست الحالة الأولى بين السياسيين وصناع القرار الذين مارسوا مهامهم جلوساً على كراسي الإعاقة، إذ لم يمنع الشلل الرئيس ال32 في تاريخ الولاياتالمتحدة فرانكلين روزفلت من قيادة البلاد لثلاث فترات رئاسية متتالية (أطول الرؤساء الأميركيين بقاء في المنصب)، قبل أن يغيبه الموت عن إكمال ولايته الرئاسية الرابعة التي أتم منها عاماً واحداً فقط. وعاصر روزفلت خلال حكمه الحرب العالمية الثانية وقاد الحلفاء إلى النصر فيها، كما استطاع إخراج الولاياتالمتحدة من إحدى أسواء الأزمات الاقتصادية التي عصفت بالبلاد في ثلاثينات القرن الماضي. وفي حادث يرويه الكاتب والصحافي جهاد الخازن في أحد مقالاته عن لقاء روزفلت بالملك عبد العزيز آل سعود في العام 1945، يكتب الخازن: «قامت علاقة ود وثقة من اللحظة الأولى، والملك عبد العزيز قال للرئيس إنهما توأمان، فهما في العمر نفسه تقريباً، وكلٌ منهما رئيس دولة يدافع عن شعبه ويحمي مصالحه، وكلاهما مزارع في قلبه، وكلٌ منهما يعاني من مشكلات صحية. ردّ روزفلت بأن الملك عبد العزيز صحيح ويمشي على قدميه أما هو فمُقعَد يتنقل على كرسي بدواليب. وردّ الملك أنه يعاني من إصابات في حروبه، ويمشي ويتألم، أما الرئيس فمرتاح. وكان أن أهدى الرئيس الملك كرسي المُقعدين الإضافية التي كانت معه». وفي مثال آخر، واصل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ممارسة مهامه رئيس للبلاد على رغم أن حاله الصحية اضطرته إلى الجلوس على الكرسي المتحرك أخيراً. وكان بوتفليقة أدى اليمين الدستورية لولاية رئاسية رابعة في العام 2014 وهو جالس على كرسي متحرك، وظهر بعدها في مناسبات ولقاءات رسمية عدة مستخدماً الكرسي نفسه. يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود استقبل في مكتبه في قصر اليمامة اليوم (الأحد)، نائب رئيس جمهورية الأرجنتين غابرييلا ميكيتي والوفد المرافق لها، وعقد معها جلسة مباحثات، جرى خلالها استعراض العلاقات القائمة بين البلدين، وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، بحسب ما نقلت «وكالة الأنباء السعودية» (واس).