بلغت موجة المعلومات التي تتدفق إلى المستخدمين مستوى جديداً الأسبوع الماضي، بعدما أطلقت شركة «غوغل» تطويراً جديداً لمحرك بحثها، يعطي النتائج ويقود إلى ملايين الصفحات قبل الانتهاء حتى من طباعة كلمة البحث. هذه التكنولوجيا مذهلة، وتأخذ مكانها بين سلسلة لا نهاية لها من الابتكارات التي جعلت سرعة المعلومات تتحول إلى عصر «صاروخي». ولكن في مكان ما وراء صخب الإثارة المحيطة بتزايد أعداد المدونات والشبكات الاجتماعية والمواقع الإخبارية، يبرز سؤال إلى أذهان المستخدمين وهم ينقرون بأصابعهم متنقلين عبر الشبكة: ما هو تأثير هذا الإعصار من المعلومات على أدمغتنا؟. ويقول مؤلف كتاب «التفكير الضحل: ماذا تفعل الإنترنت بأدمغتنا؟» نيكولاس كار إنه «يدرك التغييرات في طريقة التفكير التي حدثت له خلال العامين الماضيين»، مضيفاً: «مثل كثير من الناس، قضيت الكثير من الوقت في استخدام التكنولوجيات الرقمية وغيرها على مدى السنوات العشر الماضية، واستمتعت بفوائد عدة». ويضيف: «بدأت أدرك تقريباً في عام 2007، أنني فقدت قدرتي على الاهتمام العميق بشيء واحد على مدى فترة طويلة، وعندما كنت أجلس لقراءة كتاب، على سبيل المثال، كنت قادراً على التركيز لصفحة أو اثنتين فقط، ثم يبدأ عقلي بالتشتت، إذ أنه يريد النقر على وصلات، والقفز من صفحة إلى أخرى، وتصفح البريد الإلكتروني، والإبحار في غوغل»، وفق ما نشر موقع «سي أن أن» الالكتروني العربي. وأصبحت العادات العقلية التي تشجعها شبكة الإنترنت طريقة الكاتب في التفكير، وهيمنت عليه، عندها بدأ الأبحاث التي أدت إلى تأليف كتاب حول ما تفعله تلك الشبكة بأدمغتنا.