رفض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس تسلّم مسودة الرؤية الأممية المقترحة للسلام في بلاده واعتبرها «مكافأة للانقلابيين» و «تشرعن انقلابهم»، في وقت أعلنت قوات الجيش و «المقاومة الشعبية» السيطرة على مواقع جديدة في جبهات تعز ونهم، بعد معارك ضارية خلّفت عشرات القتلى والجرحى من ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح. وأفادت مصادر رسمية يمنية بأن الرئيس هادي استقبل أمس في مقر إقامته الموقت في الرياض، مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، بحضور نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر. ونقلت عن هادي تأكيده رفض قيادات الدولة المقترح الأممي الجديد، و «إن ما يُقدّم اليوم من أفكار تحمل اسم خريطة الطريق وهي في الأساس بعيدة كل البعد من ذلك لأنها في المجمل لا تحمل إلا بذور حرب إن تم استلامها أو قبولها والتعاطي معها على اعتبار أنها تكافئ الانقلابيين وتعاقب في الوقت نفسه الشعب اليمني وشرعيته التي ثارت في وجه الانقلابيين الذين دمّروا البلد واستباحوا المدن والقرى وهجّروا الأبرياء وقتلوا العزل والأطفال والنساء». وفي تصريح إلى «الحياة»، أكد المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي أن رفض الحكومة خطة المبعوث الأممي لليمن، تأكيد لموقفها الثابت في رفض أية رؤية لا تتطابق مع المرجعيات المتفق عليها، التي أقرت من مجلس الأممالمتحدة، مضيفاً: حينما يتم تعديل هذه الخطة سنمد يدنا لها ونتعاون معها. واعتبر بادي ما ورد في مبادرة ولد الشيخ تمهيداً لحروب مقبلة في البلاد، مضيفاً: عندما قدمت لنا رؤية في مشاورات الكويت، على رغم أن لنا عليها كثيراً من الملاحظات إلا أننا وقعنا عليها في نهاية المشاورات، والطرف الآخر لم يوقع عليها، والآن نفاجأ برؤية جديدة تختلف تماماً عن التي وقعنا عليها في الكويت، وتختلف وتتناقض مع المرجعيات التي تم الاتفاق عليها مع الأممالمتحدة وطرف الانقلابيين. بدوره، أكد مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية ل «الحياة» تمسك الحكومة اليمنية بالمرجعيات المتفق عليها، التي أقرت من مجلس الأمن، وعدم التنازل عنها أو حتى انتقاص أي جزء منها إطلاقاً، مشدداً على أن الخطوة المقبلة ستكون معركة صنعاء وصعدة ورفع علم اليمن فوق جبال مران. من جانبه، أكد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، حرصه الدائم على السلام في اليمن وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يستحقه الشعب، متمنياً أن تضع الحرب أوزارها ويعود اليمن موحداً فاعلاً في إطار محيطه. وكان ولد الشيخ سلّم قبل أيام نسخة من مبادرته إلى وفد الحوثيين وحزب صالح أثناء زيارته الأخيرة لصنعاء، وهي تتضمن سحب تحويل هادي إلى رئيس شرفي واستقالة نائبه الحالي علي محسن الأحمر وتعيين نائب توافقي تؤول إليه صلاحيات الرئيس ويتولى تشكيل حكومة وفاق وطني، وذلك مقابل انسحاب الحوثيين وميليشياتهم من صنعاء والحديدة وتعز وتسليم السلاح الثقيل إلى طرف محايد، والتزامهم ضمان أمن المملكة العربية السعودية وإخلاء الحدود من المسلحين مسافة 30 كلم إلى الداخل اليمني. ميدانياً، قالت القوات الحكومية إنها سيطرت على أربعة مواقع في محافظة تعز بعد معارك مع الحوثيين وقوات صالح في جبهة الشقب، مشيرة إلى مقتل عشرات من المتمردين أثناء صد هجمات لهم على مواقع الجيش والمقاومة في منطقتي الصلو والوازعية في ريف تعز الجنوبي والغربي. وفي مديرية نهم، شمال شرقي صنعاء، أكدت مصادر حكومية أن قوات الجيش والمقاومة مسنودة بطيران التحالف العربي حررت قرية بيت علهان والجبال المحيطة بها، مشيرة إلى مقتل 23 من الميليشيات وجرح عشرات آخرين في مقابل ستة قتلى و14 جريحاً من قوات الشرعية. وأضافت المصادر أن الطيران دمر «ثلاث عربات وخمسة أطقم ومنصة صواريخ كاتيوشا وستة رشاشات ثقيلة»، مؤكدة «أن المواجهات مستمرة في ظل تقدم للجيش باتجاه قلب المديرية في منطقة مسورة». على صعيد منفصل، أفادت قوات الشرطة في مدينة عدن بأنها أحبطت هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة كان يستهدف مقر البنك المركزي، وأضافت أن أربعة جنود جرحوا جراء انفجار السيارة قبل وصولها إلى المبنى.