أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أمس، استهداف زعيم تنظيم «القاعدة» في أفغانستان فاروق القحطاني ونائبه بلال العتيبي، بغارة شنتها طائرة من دون طيار على قرية هلغال في ولاية كونار شرق أفغانستان نهاية الأسبوع الماضي. وأكدت الاستخبارات الأفغانية مقتل الرجلين وقيادي ثالث في التنظيم لم تذكر اسمه. وأشارت المصادر العسكرية الأميركية إلى أن القحطاني كان يعتبر الساعد الأيمن لمؤسس التنظيم الراحل أسامة بن لادن، كما دلت وثائق صودرت من مخبأ الأخير في أبوت آباد. وقالت مصادر محلية إن القحطاني (المعروف أيضاً باسم نايف سلام محمد عجيم الحبابي) ونائبه استهدفا في موقعين مختلفين يبعدان مئات من الأمتار في قرية هلغال. وأكد مسؤولون أميركيون إطلاق صواريخ «هيلفاير» على مجمعين منفصلين في كونار حيث كان الرجلان يختبئان، من دون أن تؤكد ما إذا كانت الضربات ناجحة، إلا أن جهاز الاستخبارات الأفغاني أكد مقتلهما، مضيفاً أن عضواً بارزاً ثالثاً في التنظيم قتل كذلك. وقال الجهاز في بيان، إن «فاروق القحطاني وبلال العتيبي وعضواً ثالثاً في المجموعة قتلوا في عملية نفذها التحالف في ولاية كونار». وأضاف أن الضربات نفذت بالتنسيق مع الاستخبارات الأفغانية. وكان البنتاغون اكتفى بترجيح مقتل الرجلين، فيما قال ناطق باسم والي كونار عبدالغني مصم، إن 15 من المقاتلين المناوئين للحكومة الأفغانية من بينهم عربيان على الأقل، قتلوا في غارة أميركية. وهذه أكبر عملية عسكرية أميركية ضد «القاعدة» منذ اغتيال أسامة بن لادن في أيار (مايو) 2011 في أبوت آباد الباكستانية. وتنبع أهمية العملية من خلال موقعَي القياديَين المستهدفَين، ذلك أن القحطاني مسؤول التنظيم في أفغانستان كان مقرباً جداً من بن لادن، كما كان يجمع تبرعات ل «القاعدة» ويجنّد متطوعين لعمليات خارجية. أما العتيبي فأعاد تنظيم «القاعدة» في أفغانستان وجمع شتاته بعد انهيار نظام «طالبان» إثر الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001. وكان الرجلان اختارا كونار مقراً لهما، نظراً إلى صعوبة الوصول إليها، وأقاما فيها مركزاً للتدريب والتخطيط لعمليات داخل أفغانستان وخارجها. ومعلوم أن بن لادن تفقّد مسلحيه في كونار في آخر زيارة له لأفغانستان قبل أيام من دهم الأميركيين مخبأه في أبوت آباد. وتتهم الأجهزة الأميركية القحطاني والعتيبي بأنهما شاركا في التخطيط لعدد من الاعتداءات في الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وعمدا أخيراً إلى شراء أسلحة نوعية، من بينها صواريخ لمصلحة «طالبان». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك، إن مقتل القحطاني (وهو قطري مولود في السعودية) والعتيبي، من شأنه أن يسدد ضربة كبيرة إلى «القاعدة» ويقلص تهديداتها. ولم يصدر على الفور أي تعليق من «القاعدة» أو «طالبان» حول اغتيال القحطاني والعتيبي، على رغم مرور أكثر من أربعة أيام على الغارة التي وقعت يوم الأحد الماضي. ومنذ وصول الرئيس باراك أوباما إلى البيت الأبيض، كثفت وزارة الدفاع الأميركية غاراتها بطائرات من دون طيار على عدد من المناطق القبلية على جانبي الحدود الباكستانية– الأفغانية، ما أدى إلى مقتل عدد من القياديين المتشددين. ولطالما كانت ولاية كونار على مدى عقود ملاذاً للمناوئين لنظام الحكم في كابول، وفشلت القوات السوفياتية في السيطرة عليها خلال غزوها أفغانستان، كما فشلت القوات الأميركية في التقدم خارج مركز الولاية نظراً إلى الطبيعة الجبلية الوعرة للولاية.