استكملت أمس، التحضيرات اللوجستية في المجلس النيابي تمهيداً لجلسة الاثنين المقبل لانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية اللبنانية والتي من المتوقع أن توصل رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون الى سدة الرئاسة، مثلما استكملت التحضيرات في القصر الجمهوري في بعبدا لاستقبال الرئيس بعد شغور استمر سنتين وخمسة أشهر. ومن المقرر أن يتوجه عون بعد إلقائه خطاب القسم الى القصر الرئاسي لمباشرة مهماته رئيساً للبنان. وقبل ثلاثة أيام من موعد الجلسة ال 46 المرتقبة، شكر مكتب عون «جميع المواطنين الذين يتحضرون للإحتفال بهذه المناسبة الوطنية الكبيرة»، داعياً الى «التزام الأنظمة والقوانين المرعية خلال التعبير عن الفرح، والابتعاد عن المظاهر التي المسيئة للانتظام العام». وناشد مكتب عون «كل المعنيين العمل والحرص كي يكون هذا اليوم الوطني خالياً من أي شائبة أو حادث من شأنه التسبب بأي أذى أو ترك اي لطخة على مناسبة الفرح الوطني الجامع، او الاساءة الى السلامة العامة». وكان موقع «التيار الوطني الحر» تصدرت صفحته جمل من نوع «عون راجع» و «بيّ الكل». وفيما انصرف السياسيون الى احتساب الأصوات (بوانتاج) التي ستقترع لعون وللمرشح النائب سليمان فرنجية، فإن الأنظار تترقب قرارات أحزاب وكتل ومستقلين لم يكشفوا عن توجهاتهم الانتخابية وما اذا كانوا سيتحولون «كتلة بيضاء». وزار وفد من «التيار الوطني الحر» المرشح الرئاسي النائب هنري حلو في منزله في اطار جولات التيار السياسية. وأوضح وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب بعد اللقاء أن الزيارة «لها طابع خاص لأنه مرشح جدي لكتلة لها مكانتها وبيانه فتح الباب أمام التفاهمات التي تحصل، وخصوصاً أخيراً مع رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط». واعتبر موقف حلو «متقدماً ومسؤولاً والقرار النهائي يفترض أن يحصل بعد لقاء عون وجنبلاط ومناقشتهما التفاهمات التي حكي عنها وعلى أساسها تتخذ الكتلة موقفها». وجدد تأكيد «أننا حريصون على التفاهم مع جميع الأفرقاء والعهد الجديد يجب أن يكون عنوانه الشراكة». وقال: الحوار قائم مع الجميع لتحقيق إجماع للمرحلة المقبلة وتأمين مشاركة من أوسع ما يمكن في البرلمان ونريد تسهيل مرحلة تشكيل الحكومة لأننا لا نرغب بعهد متعثر والرئيس نبيه بري أساسي وشريك حقيقي ونحرص على التفاهم معه». وتمنى حلو أن «تكون مرحلة إعادة بناء الدولة والجميع سيتعاون من أجل إعادة المؤسسات». قانصوه: نهج فرنجية نهجنا وأكد الأمين القطري لمنظمة حزب «البعث» في لبنان النائب عاصم قانصوه التزام التصويت لفرنجية. وقال ل «المركزية»: «أبلغنا قرارنا أمس لوفد «تكتل التغيير والإصلاح» خلال اجتماعنا في مكتب النائب قاسم هاشم في المجلس النيابي على هامش انعقاد لجنة الأشغال النيابية، لأن نهج فرنجية هو نهجنا ولأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري لا يزال على موقفه بعدم انتخاب النائب عون لرئاسة الجمهورية»، معتبراً ان عامل المفاجآت وارد. «حزب الله»: لتسريع الحكومة وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي أن «حزب الله» معنيّ «في المرحلة الجديدة التي نقدم عليها بإعادة بناء المؤسسات الدستورية، واستكمال البناء الإداري للدولة، والدفاع عن ثرواتنا الطبيعية، والشروع في العمل على الاستفادة منها بما يخفف من الأزمة الاقتصادية التي تتجلى في أسوأ أشكالها في هذا الدين العام الذي يتضخم سنة بعد سنة، ويزيد من أعبائه التكليفية على المواطن اللبناني، وأيضاً بوضع قانون جديد للانتخابات يؤمن التمثيل الصحيح والدقيق للمكونات اللبنانية جميعاً، حيث يتاح للأحزاب والقوى السياسية والجماعات المختلفة أن يكون لها صوتها بحجمها وقدرها في الندوة النيابية، وبالتالي يصبح البرلمان فعلاً المجال الحيوي الأول للسياسة في لبنان، فلا تخرج الأزمات إلى الشارع، بل تجد طريقها إلى الحل عن طريق الحوار النيابي والتحالفات النيابية». وقال: «ينبغي أن نعمل معاً على تشجيع الحوار بما يؤمن الوصول إلى أوسع تفاهم وطني يتيح تشكيل الحكومة على نحو سريع، بحيث يتمكن هذا العهد مع حكومته من القيام بالمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه، أخذاً في الاعتبار استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة، والتي باتت على بعد أشهر قليلة». واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النيابية خالد زهرمان أن هناك شبه إجماع داخل الكتلة على الاقتراع لمصلحة عون، موضحاً أن «الأصوات القليلة المعارضة لهذا التوجه تبقى دليل صحة وديموقراطية، فعدد المعترضين يتضاءل يوماً بعد يوم». وقال إن «اجواء جلسة الاثنين ستكون ايجابية وسيكون لدينا رئيس، لأن لعبة الأرقام لا تحدد مسار الأمور بل التوافق، والجميع يريد الخروج من هذا المأزق لإطلاق عجلة المؤسسات الدستورية». كما تحدث عن «أجواء إيجابية لعملية التكليف والتأليف التي ستليه، واذا كان هناك من فريق يعرقل مسار المؤسسات الدستورية فليتحمّل مسؤولية اضاعة جهود الرئيس الحريري للوصول الى تسوية في البلد». وكان عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» مصطفى علوش شبه الرئيس سعد الحريري بأنه «هذا الجرّاح الذي يشبه رفيق الحريري، وهو كان بين خيار قد يبقي البلاد على قيد الحياة بانتظار أن تمرّ العاصفة الإقليمية، وبين الإصرار على المكابرة، وبالتالي الذهاب بالتأكيد إلى انهيار كامل للدولة. فاختار الحد من الخسائر».