على رغم دخول التسوية الرئاسية المطروحة حال المراوحة، بقيت خطوط الاتصالات مفتوحة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني، خصوصاً بعد زيارة رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية عصر أمس، رئيس «تكتل الإصلاح والتغيير» النيابي ميشال عون، في مقره في حضور وزير الخارجية جبران باسيل وخروجه منه من دون تصريح. وكان عون أوفد النائب إبراهيم كنعان إلى بكركي حيث التقى البطريرك بشارة الراعي وعرض معه المشاورات الجارية بين مختلف الأطراف اللبنانيين في شأن الانتخابات الرئاسية. وسأل الرئيس ميشال سليمان: «إن كان هدف اللبنانيين تسجيل سابقة آخر رئيس أو أكبر معطل أو أطول فراغ، بدلاً من الحفاظ على هذه الجمهورية وعدم تفويت أي جهد يعيد المؤسسات الدستورية إلى طبيعتها بدلاً من هذا التطبيع الكيدي مع الفراغ»، مذكراً «جميع القوى بأن المجلس النيابي هو المكان الوحيد لاختيار الرئيس، ويمكن أي تسوية أن تنجز تحت قبة البرلمان». وثمّن سليمان الجهود التي تبذل لحلحلة العقدة الرئاسية، معتبراً أن «الرئيس القوي هو العابر للطوائف والاصطفافات، وهو الذي يجمع أكبر عدد من النواب لانتخابه، بعدما أثبتت نظرية «التصنيف الرباعي» زيفها وضعفها أمام قاعدة «أنا أو لا أحد». وقال وزير الصحة وائل أبو فاعور بعد لقاء سليمان: «مازال منطق أنا ومن بعدي الطوفان هو الحاكم وهذا المنطق يمارس من أكثر من طرف في لبنان، الكل يتصرف على قاعدة المصالح والأمزجة والحسابات من دون حساب كيف يمكن البلد أن يستمر من دون رئيس جمهورية». وأضاف: «نتمسك بهذه الفرصة السانحة لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، وللأسف يتم التعامل مع فرنجية بمنطق غير عادل، جزء من قوى 14 آذار يتصرف معه على قاعدة أنه من 8 آذار، وجزء من 8 آذار يتصرف معه على قاعدة أنه مرشح 14 آذار. إذا كان هذا هو التعامل فلا يمكن القبول بأي رئيس. الرجل من 8 آذار وثابت في خياراته السياسية ولكن يقول أنا كرئيس جمهورية سأكون في الموقع الحاضن لكل اللبنانيين». ورأى أن «من حق كل القوى السياسية، ونحن منها، أن تطلب ضمانات، ولكن الضمانات لا تطلب فقط من رئيس الجمهورية، بل تؤخذ في الحكومة حيث مركزية القرار وحيث السلطة المركزية للدولة في مجلس الوزراء. وعندما تكون عناوين فكرة التسوية قائمة على حكومة وحدة وطنية يعني أن كل الأطراف موجودة على الطاولة بالتوازنات التي تحفظ حضور الجميع»، لافتاً إلى أنه «إذا ما حصل إخفاق اليوم فالفراغ الرئاسي سيطول». وعما ذكر أمس من أن النائب وليد جنبلاط يوجه انتقادات إلى الرئيس سعد الحريري، أجاب: «غير صحيح على الإطلاق. هذه المبادرة صيغت بتكامل بين الرئيس الحريري والنائب جنبلاط، وبالتالي نحن والرئيس الحريري في موقع وموقف واحد. ودوافعهما وطنية وليست شخصية. ولا أعتقد أن الحريري بحاجة إلى أن يمتحن أكثر مما امتحن سابقاً في أنه يقدم المصلحة الوطنية على حساب المصالح الخاصة». وكشف وزير العمل سجعان قزي أن «الرئيس أمين الجميل عرض على عون أن يتفق القادة المسيحيون، وتحديداً الموارنة، على ثوابتَ وطنية تكون مرتكزاً لقبول أو رفض هذا المرشح أو ذاك»، لافتاً إلى أن «الاتصالات التي بدأت منذ أسابيع ستستمر مع «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» والنواب والوزراء المستقلين». وعن مبادرة الحريري قال: «لم نسمع بوجود تسوية، بل حصل تفاهم بين رجلين بدعم من بعض الدول». لكنه أشار إلى أن «المبادرة جدية وليست مناورة، وفرنجية لن يقبل أن يناور عليه أحد». فتفت والجراح: التسوية لم تجمد وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت، أن «التسوية الرئاسية لم تجمد لأنها لم تطلق بعد»، مشيراً إلى أن الرئيس الحريري طرح «مبادرة لفكرة التسوية الشاملة التي تحدث عنها أولاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله». ورأى عضو الكتلة النائب جمال الجراح، أن «حجم الاعتراضات لا يستهان به ويأخذ منحى تصاعدياً، ما يستدعي لقاءات واتصالات وحوارات أكثر قد تطول»، واعتبر أن «من المبكر القول إن المبادرة توقفت، الجهود سارية على أعلى المستويات وفي كل الجهات، وموقف حزب الله جدي في دعم عون، لأن الحزب لا يريد رئيساً في هذا الوقت، فالأمور لم تنضج عنده إقليمياً».