أكدت موسكووطهران أن اجتماعاً ثلاثياً سيعقد في موسكو اليوم بين وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف والسوري وليد المعلم لبحث تطورات الموقف في سورية و «تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب». وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن اللقاء الثلاثي سيركز على ملفي سورية والعراق «على ضوء التزام الدول الثلاث في محاربة الإرهاب وتوفير وقف العمليات القتالية ووقف معاناة المدنيين وحل القضايا الإنسانية وإطلاق العملية السياسية على أساس القوانين الدولية ذات الصلة». وأضافت أنه «من المقرر بحث الوضع العسكري – السياسي في العراق، بما في ذلك مهام محاربة داعش». وتطرقت زاخاروفا إلى معطيات تحدثت عن تسليم أسلحة أميركية مضادة للجو إلى المعارضة السورية، وقالت إن تطوراً من هذا النوع «لن يمكن التنبؤ بنتائجه». وأكدت أن موسكو «تأمل بأن تسود العقلانية لدى النخب الأميركية في مسألة توريد الأسلحة الثقيلة للمعارضة السورية المعتدلة»، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى توافر معلومات لدى موسكو ب»حالات تسليم المقاتلين الناشطين في حلب، أنظمة دفاع جوية محمولة أميركية الصنع». في الإطار ذاته، نفت الخارجية الروسية أن تكون طائرات روسية لها علاقة بقصف مدرسة في إدلب شمال غربي سورية، مشيرة إلى أنه يتوجب على جميع المؤسسات الدولية أن تبدأ تحقيقاً فورياً بالمأساة. ولفتت الوزارة إلى أن «هذه المأساة المريعة تتطلب إجراءات من قبل جميع المؤسسات الدولية للتحقيق»، مشيرة إلى أن «المزاعم بأن روسيا مسؤولة عن القصف الجوي لا أساس لها» . في طهران، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي حصول الاجتماع الثلاثي ل «بحث آخر التطورات في سورية في شكل عام ومدينة حلب في شكل خاص وموضوع آلية تجفيف منابع الدعم للجماعات الإرهابية، إضافة إلى بحث الجهود المشتركة الثلاثية بهذا الخصوص». واعتبر التخطيط لهذا الاجتماع يأتي «انعكاساً لمبادرة محور التصدي لظاهرة الإرهاب في سورية الذي يضم روسياوإيرانوالعراق»، مشيراً إلى أن هذا «المحور حقق إنجازات كثيرة حتى الآن وسيتم تقييم النتائج خلال محادثات ظريف التي تستغرق يوماً واحداً في موسكو إضافة إلى الاجتماع الثلاثي». ورأى أن «هزيمة مشروع الإطاحة بحكومة الرئيس بشار الأسد على أساس التصورات المختلفة وتقويض أنشطة الإرهابيين وبخاصة داعش والنصرة خلال العام الماضي وتحولهما من وضع المهاجم إلى حالة العجز مع تكبد الهزائم المتتالية فضلاً عن تقويض بؤرة الممارسات الإرهابية التقليدية في سورية، تشكل أهم إنجازات التعاون المشترك بين طهرانوموسكو ودمشق بصفتهما محور المقاومة ضد الإرهاب». وأضاف: «الدول المناوئة للحكومة السورية رضخت مؤخراً للخيارات السياسية من أجل حل الأزمة السورية بسبب مبادرات هذا المحور ومتابعة استراتيجية الحل السياسي للأزمة وتحديد المستقبل السياسي لسورية على أساس حق الشعب السوري في تقرير مصيره». ورأى أن «مبادرات روسياوإيران في سورية أحبطت المؤامرات الكبيرة التي استهدفت الشعب السوري طيلة الأعوام الستة الماضية»، لافتاً إلى أن من «أهم أهداف اجتماع موسكو هو مواجهة المخاطر المتنامية للإرهاب، ومتابعة التصورات السياسية لحل الأزمة في سورية وتقييم آليات التصدي للإرهاب من أجل القضاء عليه في المنطقة». وقالت مصادر ديبلوماسية ل «الحياة» إن «الجانب الروسي سيضع الجانبين الإيراني والسوري في إطار المحادثات التي أجراها مع الولاياتالمتحدة في شأن سورية مع دراسة إمكانية استئناف هذا الحوار وفق المتغيرات الجديدة التي تشهدها المنطقة والساحة الدولية». من جانبه، رأى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني هاشمي رفسنجاني أن «السبب الرئيسي وراء الدعم الذي تقدمه إيران للحكومة والشعب السوري هو وجود الإرهابيين في هذا البلد الذين يشكلون تهديداً لكافة شعوب العالم». وقال خلال لقائه أمس الأول الرئيس الفنلندي ساولي نينيستوالي إن «الإرهابيين عندما يغادرون أي منطقة يحتلونها يبدأون بتشكيل خلايا إرهابية في تلك المناطق»، مناشداً «المجتمع الدولي وضع حد لعملية تجنيد الشباب المعارضين لحكوماتهم في التنظيمات الإرهابية لأن ذالك من شأنه الانتشار في كافة بلدان العالم».