تكرست المصالحة السورية - العراقية بعدما تسلم الرئيس السوري بشار الاسد رسالة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، لم يُكشف عن مضمونها، نقلها الى دمشق وفد من «ائتلاف دولة القانون». واكد الاسد امام الوفد حرص دمشق «الدائم على اقامة افضل العلاقات مع العراق»، مجدداً دعم اي اتفاق بين العراقيين «يكون أساسه الحفاظ على وحدة العراق وعروبته وسيادته». وكان الرئيس السوري استقبل الوفد برئاسة كبير مفاوضي الائتلاف ومستشار المالكي الشيخ عبد الحليم الزهيري وعضوية وزير الدولة لشؤون الامن الوطني شيروان الوائلي والقياديين في الائتلاف عزت الشهبندر وحسن السنيد وعباس البياتي. وافاد بيان رئاسي ان الوفد نقل الى الاسد «رسالة خطية من رئيس الوزراء العراقي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين سورية والعراق وأهمية تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين»، وان الاسد اكد «حرص سورية الدائم على إقامة أفضل العلاقات مع العراق ودعم أمنه واستقراره ووحدة أراضيه وشعبه». وجرى خلال اللقاء البحث في «المستجدات المتعلقة بالجهود المبذولة من أجل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وأهمية مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي فيها وأن تحظى بتأييده بما يسهم في تحصين وحدة العراق وأمنه واستقراره واستعادة دوره العربي والدولي»، وجدد الاسد «دعم سورية لأي اتفاق بين العراقيين يكون أساسه الحفاظ على وحدة العراق وعروبته وسيادته». وقال الزهيري في تصريحات صحافية ان الوفد عرض «برنامج ائتلاف دولة القانون وحرص الإئتلاف على اشراك جميع القوى العراقية في الحكومة»، مؤكداً ان «العلاقات مع سورية علاقة استراتيجية وتنبع من المصالح المشتركة لأن أمن سورية من أمن العراق». وتعتبر هذه اول زيارة لوفد من «الأئتلاف» منذ اجراء الانتخابات العراقية قبل نحو سبعة اشهر وتوتر العلاقات بين دمشق والمالكي بسبب اتهامات وجهها، منتصف العام الماضي، الى «بعثيين» عراقيين يقيمون في سورية. ونفت دمشق وقتذاك الاتهامات. وجاءت زيارة الوفد بعد اعلان، صدر في بغداد قبل ايام، ان رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري اتصل هاتفياً بالمالكي وبحثا في «العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها على الصعيدين السياسي والاقتصادي»، مشيرة الى ان «الجانبين أكدا ضرورة العمل خلال المرحلة المقبلة على تنمية علاقات البلدين بما يحقق المصالح العليا للشعبين». يُشار الى ان نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي زار دمشق قبل فترة لاصلاح العلاقات بين الجانبين خصوصاً انهما سحبا السفيرين في اعقاب تفجيرات العام الماضي. وينتظر ان يعيد البلدان سفيريهما. وكان النائب العراقي حسن علوي قال ل «الحياة» انه «نصح اكثر من مرة» المالكي ب»تحسين» العلاقة مع سورية والبدء ب «اجراءات ثقة» معها لان «القطيعة غير مفيدة»، داعياً الى ان يكون «التيار العربي شريكاً أساسياً في الحكومة العراقية المقبلة». واشار الى ان زيارة رئيس «تجمع كفاءات العراق» علي الدباغ دمشق قبل نحو اسبوعين جاءت في هذا السياق. ورحب «مصدر مسؤول» في وزارة الخارجية السورية اول من امس بالتوقيع على محضر الاجتماع الذي جرى في دمشق نهاية آب (اغسطس) الماضي بين وزارتي النفط السورية والعراقية في شأن نقل النفط الخام والغاز العراقيين إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط عبر الأراضي السورية. واعتبر ذلك «خطوة مهمة تطور العلاقات بين البلدين وتنشّط التعاون الاقتصادي بينهما».