عكست عناوين الصحف الإسرائيلية أمس، كما نتائج استطلاع جديد للرأي، تشاؤم الإسرائيليين ازاء فرص تحقيق تقدم في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية أو أن تؤول إلى اتفاق سلام، فيما تم الكشف عن أن «لجنة التنظيم والبناء» في القدس ستبحث مع انتهاء الأعياد الإسرائيلية بعد أسبوعين مخططيْن جاهزين لبناء 1362 مسكناً جديداً في مستوطنة «غفعات همطوس» على أراضي بيت صفافا جنوبالقدسالشرقيةالمحتلة. وكتبت صحيفة «يديعوت احرونوت» في عنوانها الرئيس «قمة بلا توقعات»، فيما كتبت «معاريف» عن «قمة مشحونة» في شرم الشيخ، وكتب المعلق السياسي في «هآرتس» ألوف بن تعليقاً وصف فيه اللقاء بين رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو والرئيس محمود عباس بأنه «لعبة بوكر سياسي» يكون فيها الرئيس الأميركي باراك اوباما هو الحكم. وجاء في الاستطلاع الذي أجري لمصلحة صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن 71 في المئة من الإسرائيليين لا يؤمنون بأن المفاوضات التي بدأها رئيس حكومتهم مع السلطة الفلسطينية، ستؤول إلى اتفاق سلام، في مقابل 25 في المئة فقط يعتقدون أن ثمة فرصة لتسفر المفاوضات عن اتفاق كهذا. وأكد الاستطلاع أن غالبية الإسرائيليين (56 في المئة) لا تثق بفرص إحراز تقدم في المفاوضات لأنها لا تثق بجدية نتانياهو ولا بعباس (70 في المئة) في التوصل إلى اتفاق سلام، وأنهما ذهبا إلى المفاوضات تحت ضغط أميركي. كما أكدت النتائج أن الإسرائيليين باتوا يتخذون مواقف سياسية أكثر تطرفاً، وأن غالبية من 48 في المئة باتت ترفض حتى اتفاق سلام يقوم على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية، وعلى ضم إسرائيل إلى تخومها التجمعات الاستيطانية الكبرى على أن يتم تعويض الفلسطينيين بأرض بديلة، في مقابل تنازل إسرائيلي عن «مناطق واسعة» (مناطق محتلة)، علماً أن السؤال في الاستطلاع لم يتطرق إلى القدس التي ترفض غالبية أكبر بكثير أي انسحاب منها. في المقابل أبدى 45 في المئة فقط تأييدهم لمثل هذا الحل، مع الإشارة إلى أنه حتى زمن ليس ببعيد، كانت غالبية الإسرائيليين تؤيد مثل هذا الحل. ومن المفارقات أن 68 في المئة من المستطلعين يعتقدون أن استئناف البناء في المستوطنات سيفجر المفاوضات (24 في المئة لا يعتقدون ذلك)، ومع ذلك، فإن 51 في المئة منهم أيدوا وجوب استئنافه، أي حتى بثمن تفجير المفاوضات، في مقابل 39 في المئة أيدوا مواصلة تجميد البناء. وأيد 42 في المئة «الحل الوسط» القاضي باستئناف الاستيطان فقط في التجمعات الاستيطانية الكبرى، بينما عارض ذلك 32 في المئة، وقال 20 في المئة فقط إن التجميد يجب أن يكون تاماً. ولخصت المعلقة في الشؤون الحزبية سيما كدمون نتائج الاستطلاع بأنها قول إسرائيلي «وداعاً للسلام»، وأبدت استغرابها من نتائجه. وكتبت أن أسوأ ما في النتائج هو أن «الإسرائيليين فقدوا ثقتهم بالسلام، والأسوأ بالأمل». وتابعت أنه في كل ما يتعلق باتفاق سلام مع الفلسطينيين، «صرنا شعباً متذمراً، فاقداً للثقة ومتعباً ويائساً، يرفض حتى حلول الوسط والتسويات». وتابعت: «ماذا حصل لنا منذ متى تحوّلنا إلى فاقدي الثقة ... قبل أسبوع تساءلت مجلة تايم لماذا لا نريد السلام وكثيرون هاجموا التقرير، لكن عندما نقرأ هذه المعطيات نسأل ربما هذه النظرية ليست من دون اساس من الصحة». وكشفت صحيفة «هآرتس» أن لجنة «التنظيم والبناء» في القدس الخاضعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية دعت أعضاءها إلى جلسة خاصة تعقد مع انتهاء الأعياد اليهودية في السابع من الشهر المقبل للنظر في إقرار مخططين لبناء 1362 مسكناً جديداً في مستوطنة «غفعات همطوس» على أراضي بيت صفافا جنوبالقدسالشرقيةالمحتلة. وعلى رغم أن إسرائيل استثنت القدسالمحتلة من قرار تجميد الاستيطان، إلاّ أن اللجنة امتنعت منذ آذار (مارس) الماضي، بتعليمات من رئيس الحكومة، عن البحث في إقرار بناء جديد في أعقاب الأزمة مع الولاياتالمتحدة التي خلّفها الإعلان خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل، عن بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «رمات شلومو» شمال القدسالمحتلة. على صلة، نقلت وسائل الإعلام العبرية عن مصدر رفيع في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية قوله أمس، قبل ساعات من مغادرة نتانياهو إلى شرم الشيخ إن إسرائيل تتوقع من الفلسطينيين إبداء مرونة في مسألة تجميد الاستيطان، وأن «لا يحضر أبو مازن وفي جعبته أسلوب كل شيء او لا شي، وهو الأسلوب الذي قاد إلى جمود في السنة الأخيرة وعدم استئناف المفاوضات». وأضاف: «نتوقع أن يأتي أبو مازن إلى اللقاء بهدف جسر الفجوات والبحث عن حلول للقضايا المختلفة». وأردف ان الهدف من اللقاء هو ايجاد الطريق لمواصلة المفاوضات لا تفجيرها «على خلفية مسألة بسيطة مثل المستوطنات». وتابع: «إذا كنا عاجزين عن إيجاد حل لمثل هذه المسألة البسيطة، فكيف يمكن التوصل إلى حل لقضايا أكبر مثل الحدود واللاجئين؟». وقال ان نتانياهو سيطلب من عباس أن يواصل عملية التفاوض بهدف إنجاز اتفاق خلال عام، حتى إن لم تتم تسوية مسألة البناء في المستوطنات. وتابع ان إسرائيل مستاءة من «تصريحات عنترية» أطلقها مسؤولون فلسطينيون في الأيام الأخيرة «تشكل خرقاً للتفاهم في واشنطن (بين نتانياهو وعباس) عن وجوب أن تبقى المفاوضات سرية وعدم تسريب تفاصيلها أو إطلاق تصريحات متشددة». وأضاف إن نتانياهو سيطلب من عباس «إصدار تعليماته لمرؤوسيه بالكف عن هذا السلوك». وأفادت صحيفة «هآرتس» أن غالبية أعضاء «المنتدى الوزاري السباعي» الذي اجتمع مساء أول من أمس، لم ترفض «رفضاً قاطعاً اقتراح نتانياهو الجديد باستئناف البناء على نطاق محدود ومنضبط» في الكتل الاستيطانية الكبرى وفي القدسالمحتلة. وقال مسؤول رفيع المستوى مطلع على مداولات المنتدى للصحيفة إن أعضاء المنتدى يدركون أهمية ايجاد صيغة لاستئناف البناء «يمكن التعايش معها». وأضاف أن «المنتدى» يعي أن اقتراح نتانياهو ليس مقبولاً عند الولاياتالمتحدة والسلطة الفلسطينية، «لكن ستُبذل جهود لإيجاد صيغة لا تؤدي إلى نسف المفاوضات المباشرة، حتى في حال الاعتراض عليها».