كثيراً ما يُقال أن "أكبر عدو لحرية المرأة هو المرأة نفسها"، ويبدو أن الأمر لم يصبح مجرد رأي، إذ كشفت دراسة حديثة أن أكثر التغريدات المعادية للمرأة على موقع "تويتر" كُتبت بأصابع أنثوية. وأُجريت الدراسة في بريطانيا من جانب الشركة المختصة بمراقبة مواقع التواصل الاجتماعي "براند وواتش"، بالتعاون مع "جمعية مكافحة التمييز الخيرية"، بهدف إلقاء الضوء على معاداة المرأة في موقع "تويتر"، وشملت تحليل 19 مليون تغريدة نُشرت باللغة الإنكليزية في الفترة بين آب (أغسطس) 2012 وحزيران (يونيو) 2016. وأشارت النتائج بأصابع الاتهام إلى النساء، إذ بينت أن 52 في المئة من التغريدات التي استخدمت لهجة معادية للمرأة نشرتها نساء، مقابل 48 في المئة نشرها ذكور. وفي حديث لموقع "ماشابال" الذي نشر نتائج الدراسة، أوضح إدوارد كروك مدير قسم البحث في "براند وواتش" أن اللغة المعادية للمرأة التي استخدمتها النساء كانت في الغالب عبارة عن جمل للقذف والذم والتشهير، في حين يميل الرجال إلى استخدام كلمات تضع المرأة في قالب جنسي. وأضاف كروك أن الدراسة لم تقصد تشويه صورة مستخدمات "تويتر"، لكنها تلقي الضوء على كلمات معادية للمرأة أصبحت دارجة بشدة حتى بين النساء أنفسهن، لكنها في الواقع كلمات مؤثرة وضارة جداً في حق الجنس اللطيف. وأكد كروك أن حملات المساواة بين الجنسين والدفاع عن حقوق المرأة يجب أن تشمل الجنسين معاً وليس الرجال فقط، لأن النساء أحياناً يقمن بأمور تزيد من ضعفهن في المجتمعات من دون أن يشعرن. وكانت دراسة أخرى أًجريت خلال أيار (مايو) الماضي واستمرت ثلاثة أسابيع، وجدت أن غالبية التغريدات المعادية للمرأة حملت كلمات سب وقذف متعلقة بالجانب الجنسي للأنثى، الأمر الذي دفع عدداً من أعضاء البرلمان البريطاني حينذاك إلى إطلاق حملة خاصة للبحث عن حلول تجعل مواقع التواصل أقل عنفاً وعنصرية.