أكدت تقارير صحافية إسرائيلية متطابقة، اليوم، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أبلغ الرئيس الأميركي باراك اوباما في لقائهما قبل أسبوعين في واشنطن، ومبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط طوني بلير، الذي التقاه أمس في القدسالمحتلة ان البناء في مستوطنات الضفة الغربية سيُستأنف "في شكل جزئي" مع انتهاء مفعول قرار الحكومة تعليقه، أواخر الشهر الجاري. وأضافت أن نتانياهو أبلغ بلير أن إسرائيل لا تستطيع مواصلة تجميد بناء المساكن في مستوطنات الضفة الغربية، "لكننا لن نبني عشرات آلاف المساكن التي تنتظر المصادقة في لجان التخطيط والبناء، لكن من جهة أخرى لن نجمّد حياة سكان يهودا والسامرة (مستوطني الضفة الغربية)". من جهتها كشفت حركة "سلام الآن" اليسارية أنه مع انتهاء فترة تعليق البناء سيكون في وسع المستوطنين بناء 13 ألف وحدة سكنية جديدة نالت في السابق تصديق الحكومة. وكان نتانياهو لمّح في اجتماعه مع وزراء حزبه "ليكود" أمس إلى معادلة "البناء الجزئي" بقوله ان هناك مخططات جاهزة لبناء 19 ألف وحدة سكنية جديدة، "هناك من يطالبنا بصفر من البناء وهناك من يطالب بالبناء الكامل، لكن بين الصفر والعشرة توجد خيارات أخرى". وأكدت التقارير أن نتانياهو قرر تبني سياسة سلفه ايهود اولمرت التي انتهجها إبان المفاوضات التي أجراها مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) القاضية بمواصلة البناء في شكل غير مكثف في موازاة التفاوض، لكن بينما كان 90 في المائة من البناء في عهد اولمرت في التجمعات الاستيطانية الكبرى التي تريد إسرائيل ضمها إليها في إطار الاتفاق الدائم، فإن نتانياهو لم يتعهد بالمواقع التي سيتم البناء فيها. ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن أوساط في مكتب رئيس الحكومة قولها إن إسرائيل لا تعتزم إغضاب العالم وتعمّد المماحكة، لكن مع ذلك فإن حكومة نتانياهو ستلجأ إلى المعايير ذاتها التي انتهجتها حكومة اولمرت "التي لم يتهمها الفلسطينيون بتفجير المفاوضات". من جهتها كشفت حركة "سلام الآن" اليسارية التي ترصد النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية أنه مع انتهاء مفعول قرار تجميد البناء، أواخر هذا الشهر سيكون في وسع المستوطنين استئناف البناء الفوري في 2066 وحدة سكنية موزعة في 41 مستوطنة. وقالت إن التراخيص البناء المطلوبة أعطيت لكن لم يتم الشروع في بناء الأسس، وانه عند وضع أسس البناء لن يكون في وسع أي قرار حكومي وقف البناء تماماً كما حصل عندما تواصل البناء، خلال فترة التجميد، في الوحدات السكنية التي وضعت لها الأسس. وأضافت المنظمة أن هناك 11 ألف وحدة سكنية صادقت الحكومة في السابق على إقامتها، وأن الشروع في بنائها لا يحتاج إلى مصادقة أخرى إنما في وسع السلطات البلدية للمستوطنات إقرار مخططات البناء من دون الحاجة للعودة إلى وزير الدفاع والحصول على إذنه. وقال مدير "سلام الآن" يريف اوبنهايمر إنه حتى إن أقرت الحكومة "التجميد الهادئ" للبناء والتزمت عدم إصدار تراخيص بناء جديدة فإنه ما زال في وسع المستوطنين بناء 13 ألف وحدة سكنية، خمسة ألاف منها في المستوطنات المعزولة الواقعة في قلب الضفة الغربية شرق الجدار الفاصل. وأضاف أن بناء هذا العدد من المساكن يحتاج لمصادقة أخيرة للجان التخطيط، مشيراً إلى أن هذه الأرقام تعتمد معطيات رسمية لوزارة الدفاع ومكتب الإحصاء المركزي في إسرائيل.