نفى خبير في الأمن الإلكتروني تضرر المستخدمين في السعودية، من الاختراقات الإلكترونية التي حدثت مساء الجمعة من نوع DDOS attack لشركة DYN العالمية، التي تستضيف نطاقات عدد من المواقع العالمية، داعياً الشركات الإلكترونية إلى تحديث برامج الحماية والتشغيل والتطبيقات الخاصة بأجهزتهم، تفادياً لاستغلالها في الهجمات الإلكترونية. وكانت هجمات إلكترونية استهدفت مزوداً لخدمة الإنترنت يتيح للمستخدمين الوصول إلى مواقع إلكترونية عدة، وأوضح خبير الأدلة الرقمية الباحث المختص في الشؤون الأمنية عبدالرزاق المرجان في تصريح ل«الحياة» أنه على رغم تعرض مواقع بعض الشركات الأميركية مثل «تويتر» و«أمازون» وأشهر موقع للدفع الإلكتروني Pay Pal للحجب، إلا أن القراصنة لم يشنوا هجوماً إلكترونياً عليهم، بل كانوا أكثر ذكاءً بشن هجومين على خوادم شركة DYN المستضيف الرئيس لخدمات نطاقات الإنترنت DNS من طريق إغراق خوادم نطاقات الإنترنت بعشرات الملايين من الطلبات الوهمية وهو ما يعرف بDDoS. وأضاف: «المستهدف هو خدمات نطاقات الإنترنت DNS لاعتباره من المكونات الرئيسة للإنترنت فهي عبارة عن قاعدة بيانات تحوي أسماء النطاقات أو المواقع مثل twitter.com مرتبطة بعناوين الإنترنت الرقمية IP address لهذه المواقع. وتابع: «عند طلبنا الوصول إلى تصفح موقع ما على سبيل المثال، فكل ما علينا هو اختيار اسم الموقع ويقوم DNS خدمات نطاقات الإنترنت بتحويل اسم الموقع إلى عنوان الإنترنت الرقمي، إذ إن كل موقع في الإنترنت له رقم خاص يعرف بIP address، مما يسهل التواصل مع الموقع المطلوب. وأوضح أنه تم استهداف خدمات نطاقات الإنترنت لشركة DYN مرتين في اليوم ذاته. إذ إن الهجوم الأول وقع الجمعة الساعة 11:10 UTC التوقيت العالمي، باستخدام هجوم DDoS على خوادم خدمات نطاقات الإنترنت DNS لشركة DYN الموجود في شرق الولاياتالمتحدة، وتم إعادة الخوادم المستهدفة إلى الخدمة الساعة 13:20 بحسب التوقيت العالمي. وأغرق المهاجمون خوادم نطاقات الإنترنت بعشرات الملايين من الطلبات الوهمية استقبلتها من أجهزة عدة وهو ما يعرف DDOS. أما الهجوم الثاني فوقع بعد إصلاح الهجوم الأول الساعة 15:50 وهو النوع ذاته من الهجوم الأول DDoS واستقبال عدد ضخم من الطلبات الوهمية من حول العالم. وحول آلية الهجوم المستخدمة، أكد المرجان أنها الأخطر في الهجمات الإلكترونية، وأوضح: «يستخدم المهاجم خلال هذا النوع من الهجمات، مجموعة كبيرة من الأجهزة لشن الهجوم على ضحية ما، وعليه لا يقوم المهاجم بالهجوم مباشرة على الضحية بل يعتمد على خطوتين. الأولى هي قيام المهاجم بالاستيلاء على مجموعة كبيرة من أجهزة الحاسب الآلي لآلاف الضحايا قبل الهجوم على الضحية المستهدفة، وهنا يحتاج إلى برنامج للتحكم فيها. والخطوة الثانية هي بعد السيطرة على هذه الأجهزة يقوم باستخدامها جميعاً للهجوم على خوادم معينة (الضحية)». وأوضح: «ذكر موقع US Today أن المهاجم استخدم برنامج خبيث يدعى Mirai للسيطرة على مجموعة كبيرة من الأجهزة لتنفيذ الهجوم على خوادم شركة نطاقات الإنترنت لشركة DYN. وتمت السيطرة على هذه الأجهزة من طريق الاصطياد الإلكتروني بواسطة البريد الإلكتروني. وكما ذكر الموقع فتم إطلاق هذا البرنامج الخبيث الذي لا يحتاج إلى محترفين لاستخدامها قبل شهر في الإنترنت المظلم. ويستطيع هذا البرنامج الاستيلاء على الأجهزة والموجهات Routers وحتى كاميرات المراقبة للشركات التي تعتمد على عنوان الإنترنت الرقمي IPCCTV، وتحويلها إلى حال هجومية. وهنا يصعب تحديد المهاجم لاستخدامه أجهزة عدة ومختلفة. لذلك لم يستطع كثير من المستخدمين الوصول إلى مواقع بعض الشركات الأميركية لوجود عشرات الملايين من الطلبات الوهمية في قائمة الانتظار لخوادم نطاقات الإنترنت (الضحية)، التي تحول اسم الموقع إلى عنوان الإنترنت الرقمي للجهة المقصودة IP address». وأكد المرجان أن المتضررين من الهجمات المستخدمين الموجودين شرق الولاياتالمتحدة، إضافة إلى المستخدمين غرب أوروبا، والعاصمة البريطانية لندن، مشيراً إلى أن الضرر اقتصر على بعض المستخدمين من بعض الدول، ولم تسجل المملكة أي شكاوى في التأخير. ودعا جميع المستخدمين والشركات بتحديث برامج الحماية لأجهزتهم وتحديث برامج التشغيل والتطبيقات وقال: «بالنسبة للشركات يحتاجون إلى إعادة النظر في سياسة جدران الحماية لطلبات الخارجة من شبكاتهم حتى لا تستغل في مثل هذه الهجمات». وأضاف: «هذا الهجوم وقع في وقت حساس وعصيب للولايات المتحدة بعد سلسلة من الهجمات، التي اتهمت الولاياتالمتحدة مخترقين روسيين من التسلل إلى خوادم البريد الإلكتروني التابعة للحزب الديموقراطي وسرقة مجموعة من الإيميلات. ولذلك تتجه الاتهامات إلى الروس، ولكن لا تزال التحقياقات مستمرة. وكذلك ذكر موقع Polticalbots أن المرشحين في الانتخابات الرئاسة الأميركية استخدموا حسابات وهمية. مؤيدي ترامب استخدموا في حدود 1.7 مليون حساب تويتري وهمي، فيما استخدم مؤيدو كلينتون في حدود 600 ألف حساب وهمي في الانتخابات لدعم حملاتهم الانتخابية».