استعاد شارع الحمراء في بيروت صخبه الجميل الذي طالما عرفه قبل الحرب الأهلية، وشهدت أرصفته بعدما قطع عنه السير، ازدحاماً بشرياً واختلط فيه الجمهور الذي وفد من هنا وهناك، بالفنانين والعازفين والممثلين الذين تآزروا على صنع موكب فني وشعبي انطلق من أول الشارع وانتهى عند منتهاه... انه مهرجان شارع الحمراء، الذي أضحى موعداً يتجدّد كل سنة وحمل هذا العام عنواناً طريفاً هو «مرايا 2010». هذا المهرجان الذي تنظمه «جمعية تجار الحمرا» بالتعاون مع مؤسسات ونواد بيروتية بات ينتظره المواطنون ليستعيدوا ذكرى هذا الشارع العريق وذاكرته الثقافية والفنية التي كانت جزءاً من ذاكرة لبنان ما قبل الحرب وليلتقوا هناك، في باحاته الجانبية الصغيرة وعلى أرصفته، متناسين همومهم ومشكلاتهم السياسية والحياتية. وتتوّج هذا اللقاء حفلات فنية موسيقية ومسرحية وكرنفالية واستعراضية. حفلة الافتتاح أحياها موكب من الممثلين والعازفين والمهرّجين وقد عزفت فرقة تراثية ألحاناً شعبية على وقع المزمار والطبول والدفوف. وفي الموكب زُفّ عريس وعروس امتطيا عربة بيضاء يجرّها جواد وخلفهما تعالت الزغاريد وعقدت حلقات الدبكة. وسارت كذلك دراجات نارية وسيارات مزينة. وبدءاً من أمس تحوّلت أرصفة شارع الحمراء سوقاً شعبياً توزّعت في زواياها وأمام المحال، خيم صغيرة ومنصات وأعمال حرفية متنوعة ومطرزات وزجاجيات، اضافة الى الأطايب القروية والمأكولات. واليوم يكمل المهرجان ليلته الثالثة ويختتم عروضه بحفلات تجمع بين الذائقة الشعبية والإبداع الموسيقي الجميل، المتراوح بين الجاز والبلوز والروك والراب والموسيقى الشرقية والالكترونية. أما عدد الفرق المشاركة هذه السنة، فهو نحو ثلاثين فرقة موسيقية لبنانية، منها فرقة شربل روحانا وفرقة زياد سحاب و «فريق» الأطرش وسواها. وإن استطاع شارع الحمراء في الآونة الأخيرة استعادة رواد قدامى وجدد، بعدما عادت اليه أرصفته ومقاهيه ومطاعمه، فهو في هذا المهرجان يستعيد صخبه وإيقاعه اللذين تميّز بهما قبل اندلاع الحرب اللبنانية عام 1975.