قبل 3 أيام من موعد انتخابات الرئاسة الجزائرية الخميس المقبل، وبعد توقف الحملات الانتخابية رسمياً، اشتكى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة للمبعوث الدولي - العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي الذي زاره أول من أمس، من خطاب منافسه علي بن فليس، واصفاً خطاباته بأنها دعوات الى «الفتنة والتدخل الأجنبي ولغة التهديد»، متسائلاً: «أهذه فتنة أم ثورة أم ربيع؟». وبذلك بات الإبراهيمي ثاني مسؤول دولي يشكو له بوتفليقة من خطابات بن فليس بعد وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل غارسيا مارغالو. ونقل التلفزيون الرسمي تساؤل الرئيس الجزائري أمام ضيفه الذي وصل الجزائر في زيارة عائلية، محطات من كلام بوتفليقة للإبراهيمي، إذ تساءل: «أهذه هي الديموقراطية الجزائرية؟ ممارسة التهديد والدعوة الى التدخل الأجنبي، ماذا يريد؟ فتنة أم ثورة أم ربيعاً عربياً؟». فأجاب الإبراهيمي: «إنها قليل من كل هذا وذاك». ويُعتقد على نطاق واسع أن خطاب بوتفليقة ومن ورائه إدارة حملته الانتخابية، يدخل ضمن استراتيجية «تخويف» من المرشح المنافس، إذ ينقل إعلام مقرب من الرئيس المرشح لولاية رابعة، اتهامات غريبة لمساندي بن فليس بالرغبة في تقسيم البلاد وإثارة الفوضى، الأمر الذي يخشاه الجزائريون الذين يعتبرون أن ملف الأمن خط أحمر، بعد سنوات العنف الدموي التي عاشتها البلاد. إلى ذلك، أكد الإبراهيمي في تصريح عقب اللقاء أنه لاحظ «تحسناً في صحة رئيس الجمهورية مقارنةً باللقاء الأخير»، مشيراً إلى أنه تم التطرق إلى قضايا عدة بخاصة الوضع في سورية «السيئ للغاية ويزداد سوءاً». وأوضح المبعوث الدولي - العربي إلى سورية أنه يعمل حالياً من أجل مساعدة الشعب السوري للخروج من الأزمة التي يمر بها. وأضاف أنه استمع إلى ما قاله الرئيس الجزائري بخصوص الحملة الانتخابية، مشيراً إلى أنه «يتابع أطوارها باعتباره جزائرياً ينتمي إلى جيل فخور ببلده وباستقلاله ولن يقبل بأي تدخل أجنبي من أي جهة كانت». في غضون ذلك، بدأ الجزائريون من البدو الرُحل في جنوب البلاد والهضاب العليا أمس، بالتصويت في انتخابات الرئاسة في مكاتب تصويت متنقلة في عملية تستمر إلى الخميس المقبل. وعدد المسجلين من البدو 27 ألف ناخب في 46 مكتباً انتخابياً تابعة لولايات تندوف (1800 كلم جنوب غرب) وتمنراست (2000 كلم جنوب) وورقلة وإيليزي (2100 كلم جنوب شرق). وخصصت السلطات سيارات متنقلة تحمل صناديق اقتراع تتنقل إلى بيوت البدو وأغلبها خيم في أماكن الرعي. إلى ذلك، اتهمت منظمة العفو الدولية (امنستي) السلطات الجزائرية أمس، بكم الأفواه المنتقدة والحد من حرية التعبير. وأشارت «امنستي» إلى اغلاق محطة تلفزيون خاصة الشهر الماضي هي محطة «الاطلس تي في» وتفتيش مكاتبها بعد انتقادها السلطات. وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن قوات الجيش قتلت ستة مسلحين في عمليتين نفذتهما في إحدى القرى الجبلية لتيزي وزو شرق العاصمة (110 كلم). وأوضح بيان أن «قوات الجيش في تيزي وزو تمكنت الأحد 13 نيسان 2014 في حدود الرابعة صباحاً بعد نصب كمين قرب قرية كوكو في بلدية آيت يحيى (عين الحمام) من القضاء على إرهابيَين». وقتلت فرقة أخرى من الجيش، 4 إرهابيين خطرين خلال عملية تمشيط في جبال منطقة جلال الواقعة بالقرب من كانشيلا (450 كلم) إلى جنوب شرق العاصمة الجزائرية.