اتهم الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، خصمه علي بن فليس، بالتحريض على العنف خلال الحملة للانتخابات الرئاسية المقررة الخميس المقبل. واعتبر بيان لحملة الرئيس الجزائري ان منافسه يسعى الى «ترهيب الجماهير المؤيدة للولاية الرابعة» لبوتفليقة. وسارع بن فليس الى الرد معتبراً ان مطلقي هذه الاتهامات يبرهنون عن حال «ذعر يدب فيهم ويجعلهم يطلقون الأكاذيب ويمارسون التضليل». في الوقت ذاته، أثارت تصريحات للرئيس الجزائري خلال استقباله وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مساء السبت، جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية والإعلامية، انتقدت بغالبيتها «إثارة الرئيس شأناً داخلياً مع ضيف أجنبي». وقال بوتفليقة للوزير الإسباني شاكياً بن فليس ان «مرشحاً ينبه السلطات للانتباه إلى عائلاتنا وأطفالنا في حال حصول عمليات تزوير، فماذا يعني ذلك؟». وأضاف بوتفليقة: «إنه إرهاب عبر التلفزيون»، مشيراً الى جملة ختم بها بن فليس كلامه في برنامج في التلفزيون الرسمي قال فيها: «التزوير حرام والمشاركة في التزوير حرام، وعلى المسؤولين أن يتذكروا أن لهم أولاداً وعائلات». واعتبر بوتفليقة أن الحملة الانتخابية التي أختتمت رسمياً أمس، خلت أحياناً من اللياقة، وقال: «كانت هناك دعوات للعنف وتصرفات غير لائقة ومنافية للديموقراطية». وفي رد على الوزير الإسباني الذي اعتبر «الحملة قاسية»، قال الرئيس الجزائري: «نعم إنها كذلك، وهناك مدونة أدبيات لا يجوز الابتعاد عنها». ويبدو أن بوتفليقة أثار هذا الامر مع إدارة حملته الإنتخابية التي أصدرت بياناً شديد اللهجة، اتهمت فيه المرشح بن فليس بجملة من الأحداث التي استهدفت مهرجانات لحملة بوتفليقة. وأشارت الحملة صراحة إلى أنصار بن فليس الذين «يتحركون تحت إملاءاته»، وأضافت: «نحذر من الإنزلاق والاعتداءات التي تستهدف منشطي حملة الرئيس ونندد بالعنف المنظم في كل من المنيعة وبريان في ولاية غرداية وفي خنشلة وسطيف والجزائر العاصمة وولايات أخرى كثيرة». وذهب البيان ابعد من ذلك عندما اتهم بن فليس صراحة بالوقوف وراء اعمال حرق واعتداءات بالسلاح الأبيض وتهديد ناشطين وصحافيين. ووصف البيان خطاب بن فليس ب «الخطر ويحمل تهديدات صريحة ومباشرة». وأشارت حملة بوتفليقة خصوصاً الى كلام بن فليس في البرنامج التلفزيوني واعتبرت انه يحاول منذ انطلاق الحملة الانتخابية «زرع الشك حول شفافية الانتخابات» ب «تقديم نفسه ضحية في استباق لفشل لاحق في الاستحقاق، بشكل يسمح له بتبرير كل تجاوزاته». في المقابل، قال بن فليس ان الإتهامات الخطرة التي وجهت إليه تنم عن «ذعر بعدما قدنا حملة نظيفة». وأضاف: «يشهد مساري النضالي على إصراري الدائم لإحلال السلم والأمن في البلاد». وزاد: «إنهم يلجأون الى الأكاذيب والتضليل كوسائل لإحباط تجمعاتنا لأنها ناجحة»، واصفاً الاتهامات الموجهة اليه بأنها «غير مسؤولة». على صعيد آخر، اعلنت وزارة الدفاع الجزائرية ان قوات الجيش قتلت اثنين من المتشددين في مكمن نصبته في احدى القرى الجبلية في تيزي وزو (شرق)، وضبطت اسلحة ومعدّات في حوزتهما.