يستعد رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال زيارة تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل (110 كلم شرق العاصمة) ستكون الأولى لمسؤول جزائري كبير إلى تلك المنطقة التي تعامل على درجة كبيرة من الأهمية والحساسية. وأفاد مصدر مقرب سلال بأن زيارة تيزي وزو ستتم نهاية الأسبوع المقبل، رداً على مزاعم حزبية بأن سلال أسقط تيزو وزو من برنامج زياراته إلى ولايات جزائرية. ويصف مراقبون زيارة سلال لتيزي وزو أنها «مغامرة» قد تؤدي إلى حالتين: تطبيع العلاقة مع سكان المنطقة، أو تأجيج موجة غضب جديدة. ويزور وزراء المنطقة بشكل مستمر حيث تحظى بموازنات ضخمة لتغطية العجز في التنمية مقارنة ببعض مدن الشمال الأخرى. لكن زيارة سلال في هذا الظرف بالذات قد ينظر إليها على أنها زيارة رئاسية ما يعني إمكانية بروز رغبة في «تصفية الحساب مع السلطة» بتمرير رسائل تتعلق بالهوية الأمازيغية. ويعول رئيس الوزراء على حزب «جبهة القوى الإشتراكية» و «الحركة الشعبية» الجزائرية من أجل جعل الزيارة مقبولة شعبياً وعدم مقابلتها بمظاهر نفور. و «الجبهة» حزب معارض تقليدياً وأهم قواعده موجودة في منطقة القبائل، لكنه حزب يدافع عن سلمية المطالب. أما «الحركة الشعبية» فتشارك في الحكومة، ويقودها عمارة بن يونس الذي مارس السياسة مرتحلاً بين المعارضة والموالاة، بين الحزب العلماني المعارض «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» فدخل معه أول حكومة موسعة للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة برفقة خليدة تومي زميلته في الحزب سابقاً وفضلا الاستمرار معاً في الحكومة في أول شرخ وقع بين بوتفليقة وزعيم الحزب سابقاً ومؤسسه سعيد سعدي. وسرعان ما تحول بن يونس إلى أحد أهم الداعمين لبوتفليقة حتى بعد خروجه لاحقاً من الجهاز التنفيذي، وكان من ضمن القيادات المهمة في مديرية حملته الإنتخابية في سنتي 2004 و 2009. ويحاول رئيس الحكومة من وراء زيارة الولايات تثبيت «السلم الإجتماعي» في فترة غياب الرئيس بوتفليقة بسبب المرض، وقد استدعى في الأيام الماضية وزراء من أجل البحث في استعدادات الحكومة لمواجهة المشكلات الاجتماعية المتوقعة خلال فترة الصيف. وسيزور سلال أيضاً ولاية تندوف (1600 كلم جنوب غربي العاصمة) في سياق البرنامج «الطارئ» لولايات الجنوب. وتوجه سلال إلى الجنوب مجدداً قد يكون رسالة بأن حكومته تضع في أولويتها تنمية الجنوب، وأنها تنظر بنفس المسافة للمشكلات المطروحة في شمال البلاد كما جنوبه. وفي سياق آخر بعث الرئيس الجزائري أمس برقية تهنئة الى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بمناسبة إحتفال بلاده بعيدها الوطني، نوه فيها ب «التطور الايجابي الذي شهدته علاقاتنا» وأمل بأن «تواصل تطورها بما يستجيب لتطلعات بلدينا وشعبينا». وأكد بوتفليقة للرئيس الفرنسي حرصه «على مواصلة وتعزيز الحوار السياسي البناء الذي نجريه دورياً حول جملة من المسائل الجهوية والدولية في وقت تواجه المجموعة الدولية تحديات قصوى ذات صلة بمعضلات السلم والأمن والتنمية المستدامة».