أنهى رئيس الوزراء المغربي المكلف عبد الإله بن كيران جولة أولى من المشاورات لتشكيل حكومة جديدة في انتظار استئناف لقاءاته ببقية الأحزاب السياسية الأسبوع المقبل. ونجح بن كيران في ضم حزب «الحركة الديموقراطية الاجتماعية» ذي الميول الأمازيغية إلى صفه بعد اجتماع عقده أول من أمس مع زعيمه عبد الصمد عرشان. وأعلنت الحركة التي تشغل 3 مقاعد في البرلمان أنها ستستمر في المساندة النقدية لبن كيران، ما يعني أنها قد تدعمه من خارج الحكومة. وقال عرشان: «لم نأت لطلب المناصب والحقائب الوزارية بل إن مصلحة البلد والمصلحة العامة هي الهدف الذي نسعى إليه». في غضون ذلك، أبدى زعيم حزب «الاتحاد الدستوري» محمد ساجد عزمه تيسير تشكيل الحكومة المقبلة، وقال عقب لقائه بن كيران أول من أمس: «نحن متفائلون حيال المرحلة المقبلة ونأمل بأن تكون التشكيلة الحكومية على مستوى انتظارات كل المغاربة»، منوهاً بثقة الملك محمد السادس برئيس الحكومة المكلّف. ولم يحسم ساجد أمر مشاركة حزبه في تحالف يقوده بن كيران، ورهن ذلك بموقف حزب «تجمع الأحرار»، الذي عقد معه تحالفاً غداة إعلان نتائج الانتخابات. بيد أنه أضاف أنه ينتظر معرفة عرض بن كيران للرد عليه بعد التشاور مع الأجهزة التقريرية لحزبه المعارض منذ 20 سنة تقريباً. وكان رئيس الحكومة المكلّف عقد سلسلة اجتماعات مع زعماء في الغالبية المنتهية ولايتها (الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية) وفي المعارضة (الاستقلال والاتحاد الاشتراكي). وعلمت «الحياة» أن بن كيران تقدم على طريق تأمين تحالف قد يجمع للمرة الأولى بين الإسلاميين والكتلة التي تضم أحزاب الحركة الوطنية وهي «الاستقلال» (46 مقعداً) و «الاتحاد الاشتراكي» (20 مقعداً) و «التقدم والاشتراكية» (12 مقعداً)، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام انضمام أحزاب أخرى، وهو يرقب موقف حليفه السابق في الحكومة المنتهية ولايتها «تجمع الأحرار» الذي سيختار في 29 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري رئيساً جديداً له بعد استقالة وزير الخارجية صلاح الدين مزوار من زعامة الحزب عقب التراجع في نتائج الانتخابات. بينما يبت حزب «الحركة الشعبية» خلال اجتماع لاحق مسألة المشاركة في الحكومة المقبلة، بينما رفضت زعيمة «الحزب الاشتراكي الموحد» نبيلة منيب دعوة رئيس الوزراء المكلف إلى التشاور. وكانت منيب التي ترشحت كوكيلة عن «فيديرالية اليسار الديموقراطي» (الحزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي) فشلت في الفوز بمقعد برلماني خلال الاقتراع الأخير، فيما حصلت الفيديرالية التي شاركت للمرة الأولى منذ عقود في الانتخابات الاشتراعية ورفعت شعار «الخيار الثالث» بعيداً من الإسلاميين والعلمانيين على مقعدين. ولم يصدر عن منيب أو حزبها على الفور أي رد رسمي على دعوة بن كيران، لكن الصحافة المغربية تناقلت رفضها، معتبرةً أن حزبها اختار مسبقاً المعارضة. وقال الحزب الحاكم إن «العرف السياسي في المغرب، جرى على أن يستقبل رئيس الحكومة المكلف، كل الأحزاب الممثلة في البرلمان، قصد التشاور بغض النظر عن إمكانية دخول الحكومة أو عدمه»، مضيفاً أن منيب «عوض أن ترد على الدعوة بالإيجاب أو السلب وفق الأعراف وفي حدود اللياقة المطلوبة، لجأت لترد على الدعوة بالرفض نافيةً أن يكون لها أي لقاء تشاوري مع عبد الإله بن كيران». إلى ذلك، قال مصدر في «العدالة والتنمية» إن الحزب سيجتمع لمناقشة مسار التحالفات وطبيعة الحقائب المفترض أن تؤول إلى مرشحيه في الحكومة الجديدة. وبحثت الأمانة العامة للحزب خلال اجتماع أمس، نتائج المشاورات التي أجراها بن كيران، وقال نائب الأمين العام للحزب سليمان العمراني إن توصية صدرت لناحية «مواصلة التشاور مع بقية الأطراف في أفق تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن». ويفترض أن يكون الحزب حسم أمس، مشروع تعديل مسطرة اختيار وزرائه، على أن يلتئم مجلسه الوطني في دورة طارئة غداً (السبت) للمصادقة عليها.