كشفت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أمس عن واحدة من أكبر الفسيفساء في العالم في أرضية قصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك في مدينة أريحا التي تعد أقدم مدينة في التاريخ. وبلغت مساحة الفسيفساء 827 متراً مربعاً، وضمت 38 شكلاً و21 لوناً. وقالت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة إن الكشف عن الفسيفساء بين أنقاض قصر الخليفة الأموي أحد الشواهد على تجذر الشعب العربي الفلسطيني في أرضه وبطلان الادعاءات الاحتلالية الإسرائيلية. وكانت «منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم» (يونيسكو) صوتت مطلع الأسبوع على قرار يدعو إلى الحفاظ على التراث العربي الفلسطيني في القدس، خصوصاً المسجد الأقصى المبارك الذي تدعي إسرائيل أنه مقام على أنقاض «الهيكل» المزعوم. وقالت معايعة إن الفسيفساء المكتشفة واحدة من أكبر القطع الفسيفسائية المتصلة في العالم. وعرضت اللوحة الفسيفسائية أمس أمام الجمهور ووسائل الإعلام، وجاءت على شكل شجرة الحياة، وعلى يسار الشجرة أسد يفترس غزالاً، وعلى الجهة الأخرى غزالان يعيشان بسلام. وتتألف اللوحة من أشكال هندسية وبنائية. وقال مدير وزارة السياحة والآثار في أريحا إياد حمدان إن الفسيفساء اكتشفت في ثلاثينات القرن الماضي، لكن جرى تغطيتها في أتربة لحمايتها من عوامل المناخ. وأضاف أن وكالة التنمية الدولية اليابانية «جايكا» تبنت مشروعاً قدمته الوزارة لبناء سقف للفسيفساء لحمايتها من عوامل المناخ. وأوضح أن المشروع يتضمن أيضاً إقامة ممرات فوقية تمكن الزوار من رؤية الفسيفساء من دون أن تطأها أقدامهم. وهدم قصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك في أريحا بفعل الزلزال الكبير الذي ضرب المدينة في عام 947 ميلادي. ويأمل الفلسطينيون أن يشكل الاكتشاف الجديد عالم جذب للسياحة الأجنبية والعربية لمدينة أريحا. وتضم الأراضي الفلسطينية العديد من المدن التاريخية الموغلة في القدم مثل القدس وبيت لحم ونابلس وأريحا وسبسطية.