رام الله (فلسطين) - رويترز - بعد أربعة أشهر من العمل المتواصل، يعرض في قصر رام الله الثقافي ابتداء من اليوم، 15 متراً مربعاً من لوحات فسيفسائية أنجزها 14 فناناً فلسطينياً وإيطالياً بالالوان والأحجام نفسها، لتكون نسخة طبق الاصل عن بعض تلك التي تزين جدران قبة الصخرة المشرفة. وقال أسامة حمدان مدير مركز الفسيفساء في أريحا «انجزنا 15 متراً مربعاً من لوحات الفسيفساء كنسخة طبق الأصل لبعض من التي تزين جدار قبة الصخرة المشرفة التي شيدت في العصر الاموي». وأضاف: «تبلغ مساحة الفسيفساء في قبة الصخرة 1200 متر مربع اخترنا نماذج منها وقمنا بعمل لوحات مشابهة لها تماماً من حيث المواد المستخدمة والالوان والحجم ليكون بمقدور كل من يريد رؤية هذا الفن المتميز مشاهدته.» وتبدو الى جانب لوحات الفسفيساء التي استخدم الزجاج الملون في صنعها لوحات كبيرة بالألوان المائية، وأشار حمدان: «اردنا ان نجعل المشهد متكاملاً بما أننا لا نستطيع ان نعمل كل مساحة الفسيفساء التي تزين جدار القبة ووضعنا الى جانب لوحة الفسيفساء التي عملناها لوحات مائية لتعطي المشهد كاملاً». وافاد بأنها «فرصة لكل من يحب مشاهدة هذا الفن الرائع ولا يستطيع الوصول الى مدينة القدس، ها نحن نحضر قبة الصخرة اليه ليشاهد نماذج من الفن الراقي فيها». ويحتاج الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة الى تصاريح خاصة من إسرائيل لدخول مدينة القدس التي لا يمكن الدخول اليها الا عبر بوابات رئيسة خلال الجدار الذي يحيط بها. وتبدو على مدخل المعرض تحت عنوان «إطلالة على فسيفساء قبة الصخرة الاموية» لوحة كبيرة تظهر فيها اربعة اقواس تتوسطها تحفة من الفسيفساء باللون الاخضر والأزرق بدرجات مختلفة اضافة الى اللون الاصفر، تمثل شجرة نخيل تتفرع من اغصان يبدو في طرفيها ما يشبه قطف العنب. وقالت الايطالية كارلا بنيلي التي شاركت في انجاز هذا العمل الفني «تمثل الفسيفساء في قبة الصخرة واحدة من اروع الاعمال الفسيفساء في العالم من حيث التصاميم والحجم». وترى بنيلي أن هذا النوع من الفن بدأ بالعودة الى الاراضي الفلسطينية من خلال افتتاح مركز الفسيفساء في مدينة أريحا وان كان يتم فيه عمل لوحات الفسيفساء من الحجارة المتوفرة في الاراضي الفلسطينية التي لم تعد تنتج الزجاج المستخدم في مثل هذه اللوحات». وتأمل بنيلي ان «ينجح هذا العمل في تسليط الاضواء على ربط الفن بالتاريخ والاصالة وفترة الازدهار والتسامح الديني التي شهدتها القدس خلال الفترة الاموية». وأضافت: «الفن الموجود في قبة الصخرة اضافة الى بعده الديني لدى المسلمين فإنه جزء من التراث العالمي». وقال حمدان ان هذا العمل الممول من الاتحاد الاروبي سيتم عرضه في مدن نابلس وبيت لحم، اضافة الى ايطاليا واليونان.