فتح «مركز الملك سلمان للشباب» الباب واسعاً أمام أكثر من 1.5 مليون طالب جامعي للمشاركة في مبادرة «المؤلف الشاب» التي تمضي هذه السنة في دورتها الرابعة وتستهدف المبدعين الشباب في مجال الكتابة والتأليف. واعتمد المركز في دورته الجديدة سلسلة من التحديثات على المبادرة سواء في مجالات الكتابة أم من خلال تدشين المسار الخاص مع الجامعات السعودية، الذي يستفيد منه الشباب الجامعيون في إطلاق مواهبهم واستثمار دراستهم وبحوثهم، وتتويجها بأعمال لا تنتهي بنهاية مرحلتهم الدراسية. ويهدف المركز من فتح المسار الجامعي إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الفئة المستهدفة، إذ أثمر التنسيق المباشر بين المركز ووزارة التعليم بإطلاق المبادرة داخل الجامعات السعودية، في حين أن المركز نفذ خطة مشروع العمل كاملة بما في ذلك الإعلان والتنفيذ والإغلاق، وتوفير الأدلة الإرشادية للمؤلفين الشباب وللمحكمين. ووفقاً لخطة المبادرة، فإن الجامعات تصدّر الفائزين داخلياً ليتأهلوا إلى المسار العام للمبادرة، إذ يقوم فريق تحكيم متخصص ومحايد من خارج المركز بتقديم التوصية لطباعة الكتب المميزة. وتشمل المبادرة سبعة مجالات للكتابة؛ وهي الشعر الفصيح، والرواية والقصة القصيرة، والخواطر والتجارب، وتنمية الذات وتطوير القدرات، والإعلام الرقمي، وريادة الأعمال، والريادة المجتمعية. وتأتي المبادرة التي أطلقها المركز منذ 2013 في سياق اهتمام المركز بالدفع بالشباب إلى استثمار مواهبهم وتذليل العقبات التي تواجههم، وكذلك الإسهام المباشر والفعال في دعم الساحة الثقافية والفكرية والعلمية في المملكة بروافد جديدة من المبدعين الشباب ونقلهم إلى الاحتراف. وتوفر المبادرة للمؤلفين 13 خدمة مجانية تشمل إعادة الصياغة، والتصحيح، والتصميم، والطباعة، واستخراج الفسوحات، وتسجيل الكتب، والتسويق التجاري، والنشر على منصات المركز الرقمية، والمشاركة في معارض الكتب، وإبراز الكتاب عبر وسائل الإعلام، ودعم المؤلف مادياً، وإقامة حفلة تدشين للكتب الفائزة، وتمكين المؤلف من التوقيع في منصات معارض الكتب. في السياق ذاته دعمت وزارة التعليم مبادرة المؤلف الشاب عبر مسار «المؤلف الجامعي»، الذي يصب في خدمة مبادرة «المؤلف الشاب»، ويتكامل معها لتحقيق الهدف الأسمى من المبادرة المتمثل في تنمية بذرة التأليف بين أوساط الشباب، وخصوصاً الطلبة في المرحلة الجامعية. وقال وكيل وزارة التعليم للشؤون التعليمية الدكتور محمد العوهلي: «مبادرة (المؤلف الشاب) من المبادرات الوطنية المهمة للمركز، التي تسهم إسهاماً كبيراً في دعم وتحفيز أبناء وبنات الوطن على الإبداع في المجال الثقافي والتأليف والكتابة، لإنتاج إصدارات جديدة ومتنوعة تسهم في إثراء القيم والمعارف المختلفة، وإعداد جيل مميز من رواد الكلمة المبدعين». واشترط المركز أن يكون المتقدم للمشاركة في هذه المبادرة سعودي الجنسية، وألا يقل عمره عن 18 عاماً ولا يتجاوز 39 عاماً، ولم يسبق له إصدار أي كتاب. فيما أوضح المدير التنفيذي لمركز الملك سلمان للشباب هاني المقبل، أن مبادرة «المؤلف الشاب» تأتي في إطار اهتمام المركز بدعم الأفكار الخلّاقة لجيل الشباب، وتنمية مهاراتهم في الكتابة والتأليف، إيماناً منه بأن الكتابة تسهم في التغيير الإيجابي بالمجتمع، وتدفع به إلى الأمام. ولفت إلى أن المبادرة تسير في اتجاهين، الأول توفير البيئة المناسبة للمؤلفين الشباب لإظهار مكنوناتهم الإبداعية، والثاني تذليل العقبات الإدارية والمالية التي تواجههم وقد تمنعهم من السير قدماً في مشاريعهم الفكرية، مضيفاً أن هذه المؤلفات تسهم في إثراء ثقافة المجتمع السعودي، وتعزز أهمية القراءة بين أوساط الشباب. وأشار إلى أن أهمية المبادرة تتضح من خلال حجم المشاركة فيها في الدورات السابقة، إذ تجاوز عدد المشاركين 500 شاباً وشابة، وأصدرت المبادرة حتى نهاية الدورة الثالثة 22 كتاباً مطبوعاً لمؤلفين شباب. وبعد انتهاء فترة التسجيل تبدأ لجنة استشارية متخصصة تضم نخبة من الخبراء والمختصين، بفرز الأعمال وتقويمها بمعايير فنية، وفقاً للشروط المحددة، وتختار الكتب المرشحة للنشر.