أعلنت «قيادة الشرطة الاتحادية» أن القوات العراقية بسطت سيطرتها على مساحة قدرتها بمئات الكيلو مترات، في جنوب الموصل، بعد 3 أيام على بدء الهجوم البري لاستعادة المدينة، فيما فشلت في المحور الشرقي من اختراق دفاعات «داعش» عند مشارف بلدة الحمدانية في سهل نينوى. وتشن القوات العراقية و «البيشمركة» بدعم من التحالف الدولي منذ ليلة السبت الماضي هجوماً من محاور عدة على الموصل لطرد «داعش» منها في ظل توقعات بأن تكون «صعبة» و»طويلة»، وفق تقديرات مسؤولين وخبراء عسكريين أميركيين. وأفادت قيادة «الشرطة الاتحادية، في بيان بأن «نحو 352 كلم مربع في مناطق جنوب الموصل حررت»، موضحة ان «المساحة المحررة تشمل 18 قرية أهمها قريتا الحود، والبجوانية، في اول 48 ساعة من بدء العمليات». وأكد إعلام «الحشد الشعبي» أمس «تمكنت قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية بإسناد من الحشد من تحرير قرى الشامي وخربة حديد والبيضة». وقال مصدر عسكري إن «القوات تواصل تقدمها للوصول إلى ناحية حمام العليل، بعدما أصبحت ناحية الشورى ساقطة عسكرياً بعد ورود أنباء عن انسحاب داعش، وتحرير قرى العباسية وكاني حرامي والزاوية وأرفيلة، بموازاة اقتحام منطقة تلول الناصر». وأبدى مصدر محلي قلقه على «مصير 200 عائلة من سكان قرية الحود التي حررتها القوات العراقية، وكان مسلحو داعش استخدموهم كدروع بشرية خلال انسحابهم». وما زالت القوات المهاجمة من المحور الجنوبي تبعد عن مركز الموصل 50 كلم، فيما لا تتجاوز المسافة في المحور الشرقي ال 20 كلم، وقد شهد في اليوم الأول استعادة 9 قرى. وقال غياث سورجي، الناطق باسم تنظيمات حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» في الموصل في اتصال مع «الحياة» امس إن «هجوم القوات العراقية في مشارف قضاء الحمدانية توقف بعد أن واجهت مقاومة عنيفة من إرهابيي داعش الثلثاء، كما تم تأجيل هجوم البيشمركة في محور بعشيقة، والقوات في انتظار صدور الأوامر لاستئناف العمليات قريباً»، مشيراً إلى أن «طائرات التحالف الدولي تواصل شن غارات مكثفة على أهداف التنظيم داخل الموصل وعند أطرافها، وقام الإرهابيون بنقل عائلاتهم من الجانب الأيسر للموصل إلى جانبها الأيمن كإجراء احترازي». وأوضح سورجي الذي كان يتحدث من جبل بعشيقة أن «قوات البيشمركة بدعم من طائرات التحالف صدت هجوماً عنيفاً لداعش من الجهة الجنوبية لقضاء سنجار قرب منطقة السايلو جنوب الموصل، واستمر القتال لنحو ساعة ونصف الساعة»، مؤكداً أن «البيشمركة دمرت ثلاث عربات مفخخة كان يقودها انتحاريون». وفي تطور لافت، تناقلت وسائل إعلام محلية أنباء عن تفجير «داعش مبنى محافظة نينوى في وسط المدينة في شكل كامل، وإحراق مبنيي مديرية الجوازات والجنسية في منطقة باب البيض، غرب المدينة». وتوقع مسؤلون أميركيون («رويترز») أن «يلجأ داعش إلى استخدام أسلحة كيماوية بدائية لوقف تقدم القوات العراقية، على رغم محدودية قدرته على تطوير مثل هذه الأسلحة».