أنهت السودان وبريطانيا جولةً جديدة من المفاوضات المشتركة لتطبيع العلاقات بينهما، وطرحت لندن حزمة شروط ضمنها الاتفاق على «وقف العدائيات» مع الحركات المسلحة في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودرافور، وبدء حوار سياسي شامل مع المعارضة حول مستقبل السودان. واستضافت لندن، محادثات رأسها وكيل الخارجية السودانية عبد الغني النعيم، ونظيره البريطاني السير سيمون ماكدونالد، وتُعدّ الثانية من نوعها. وذكر بيان صادر عن السفارة البريطانية في الخرطوم، أن الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين الخرطومولندن امتدّت يومين، نوقشت خلالها العلاقة بين البلدين. وأشار البيان إلى ترحيب بريطانيا بالتزام الحكومة السودانية بتوسيع وتعميق التواصل المشترك، مؤكداً حرص الأخيرة على تطوير العلاقات بين البلدين، و «بناء سودان آمن ينعم بالرخاء». ونقل البيان تصريحات وزير شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في الحكومة البريطانية، توبياس الوود، والتي أكّد فيها ربط بلاده تطويرَ العلاقات مع الخرطوم؛ بأن تعمل الأخيرة على اغتنام فرصة خريطة الطريق التي وقّعها الفرقاء السودانيون في أديس أبابا، للاتفاق على وقف العدائيات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، والدخول في حوار سياسي شامل مع كل الأطراف السودانية للاتفاق حول مستقبل البلاد. وذكر أنه أثار الادعاءات التي أوردتها «منظمة العفو الدولية» حول استخدام الخرطوم أسلحة كيماوية في منطقة جبل مرة في درافور، لافتاً إلى مطالبته الحكومة السودانية بمنح الأممالمتحدة إذناً للوصول إلى منطقة جبل مرة من أجل التحقيق في تلك المزاعم. إلى ذلك، أعلنت الخارجية السودانية عن زيارة مرتقبة للرئيس عمر البشير إلى روسيا قبل نهاية العام، بهدف تعزيز آفاق التعاون، وقال وزير الخارجية ابراهيم غندور أن البشير سيزور روسيا قبل نهاية العام الحالي، لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك في المحافل الدولية. وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف أجرى مباحثات في الخرطوم الأسبوع الماضي، التقى خلالها البشير، ومسؤولين سودانيين، وتمت مناقشة الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في السودان. من جهة أخرى، لقي قائد طائرة مروحية عسكرية في السودان مصرعه، وأُصيب 2 آخران، إثر تحطم طائرة من طراز «Bo - 105» في منطقة «أم هاني» قرب مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض، 360 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم. في شأن آخر، قالت حكومة جنوب السودان أنها تسعى مع قوى أجنبية إلى العثور على بلد يستضيف زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار كلاجئ سياسي، مشددةً على أن مشار يجب أن يبقى في المنفى من دون ممارسة أي نشاط سياسي. وكشف وزير الإعلام في حكومة جوبا مايكل مكوي لويث في تصريحات للصحافيين في جوبا أن حكومته فرضت حظراً سياسياً على زعيم المتمردين بعد دعوته للمقاومة المسلحة ضد حكومة الرئيس سلفاكير، منوهاً إلى أنه لن يتم السماح لمشار بالتحدث في السياسة في جنوب السودان، مطالباً مشار بطلب اللجوء في بلد يختاره. في المقابل، قال الناطق باسم مشار، جيمس قاديت داك أن تصريحات سلفاكير لم تكن مفاجئة، مشيراً إلى أنها تتماشى مع محاولته السابقة للقضاء على نائب الرئيس السابق في القصر الجمهوري في جوبا والهجوم لاحقاً على مقر إقامته بالدبابات وطائرات الهليكوبتر الحربية لقتل اتفاق السلام. وتابع: «ماذا نتوقع من سلفاكير الذي هاجم ولاحق نائبه في الأدغال لمدة 40 يوماً لاغتياله وإجباره على المنفى». في تطور آخر، قال الناطق باسم جيش جنوب السودان، لول رواي كوانج، أن معارك ضارية وقعت في محيط بلدة ملكال في البلاد، وأسفرت عن مقتل العشرات خلال اليومين الماضيين، وذلك بعدما قال مسلحون معارِضون أنهم سيحاولون السيطرة على البلدة. وأضاف كوانج أن المسلّحين هاجموا مواقع حكومية. وتابع، خلال حديثه لمجموعة من الصحافيين أوفدتهم الحكومة جواً إلى ملكال: «تمكنت قواتنا من طردهم بنجاح، وردهم بعد أن منيوا بخسائر فادحة. قُتل أكثر من 60 متمرداً».