يصل رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى العاصمة السودانية الخرطوم اليوم، على رأس وفد رفيع المستوى، تلبية لدعوة الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وسط توقعات ب"فشل الرئيسين في التوصل لاتفاق" حول مجمل القضايا العالقة بين السودانين. وأنهى السودان وجنوب السودان توترات مسلحة في منطقة جودة الفخار نهاية الأسبوع الماضي، لكنهما يعانيان من بطء تنفيذ ترسيم الحدود، وتعد هذه النقطة الخلافية الاكبر بعد النفط في علاقة السودانين. وتعد زيارة سلفاكير للخرطوم هي الثانية له منذ انفصال جنوب السودان، اذ لم تجد الزيارة الأولى تنفيذاً لأي خطة اتفاق رسمها الاخير مع البشير، وبقيت كل الاتفاقات حبراً على ورق ولم تبصر النور. وكان سلفاكير اتهم البشير في حزيران/يونيو بالإشراف "شخصياً" على دعم المتمردين على حكومته، في حين أبلغ البشير في تموز/يوليو ثلاثاً من الزعماء الأفارقة أن لديه معلومات عن أن حكومة جنوب السودان تخطط لتقديم مزيد من الدعم العسكري إلى حركات التمرد المناهضة لحكمه، متهماً جوبا بعدم التجاوب مع الإنذارات التي وجهتها إليها الخرطوم. وكشف حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بعد ايام من اتهام البشير عن مبادرات قال إن قادته تبنوها خلال شهر رمضان (الماضي) لإنهاء التمرد في السودان وإحلال السلام والتوصل إلى استقرار سياسي شامل في البلاد. وستناقش القمة بين الرئيسين اليوم، تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين ومجمل القضايا العالقة مثل النفط والقضايا الاقتصادية بالإضافة إلى قضية منطقة "أيبي" المتنازع عليها بين البلدين، وقال إن البلدين عازمان على إنهاء الخلافات بينهما. واعربت الخرطوم عن أملها في أن تؤدي زيارة سلفاكير إلى تسريع خطى تنفيذ اتفاقات التعاون، ومعالجة القضايا العالقة، بما يؤسس لعلاقة استراتيجية بين البلدين، تسهم في تحقيق الاستقرار لشعبيهما. وتجري المفاوضات سلام بعد أشهر من المواجهات المتقطعة، لكن مراقبين يرون أن هذه المفاوضات لن تؤدي إلى "وقف حركة التمرد في المناطق المحاذية لجنوب السودان في المدى القريب". ويقول المراقبون إن الاتفاقات المبرمة الأسبوع الماضي بما فيها اتفاق انشاء منطقة منزوعة السلاح، وإن كانت تضع حداً للخلافات بين جوباوالخرطوم إلا أنها لن تنهي التمرد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق. ورحبت وزارة الخارجية السودانية في بيان أمس، بالزيارة آملة أن تؤدي إلى "تسريع خطى تنفيذ اتفاقيات التعاون بين البلدين ومعالجة القضايا العالقة بينهما، بما يؤسس لعلاقة استراتيجية راسخة، تسهم في تحقيق الاستقرار والرفاهية للشعبين وكل شعوب المنطقة". وأوضحت الخارجية أن "وفد سلفاكير يضم كلاً من وزراء الخارجية، التعاون الدولي، الداخلية، الأمن، ووزير النفط والمعادن والصناعة إضافة لنائب وزير المالية والتجارة والاستثمار وعدد من رجال الأعمال ومسؤولين آخرين، وكشف البيان عن وصول وفد مقدمة يترأسه وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي السفير شارلس ماينانق".