قُتل ضابطان وجندي من الجيش المصري خلال مواجهات مع مسلحين في سيناء، فيما قُتل جندي رابع من قوات الشرطة بتفجير عبوة ناسفة جنوب الشيخ زويد. وأعلنت السلطات قتل 18 «تكفيرياً» في سيناء و «قيادي جهادي» في الجيزة (جنوبالقاهرة). وعُلم أن 3 من أبناء قبيلة الرويشات في شمال سيناء قتلوا في تلك المواجهات أثناء مرافقة قوات الجيش في المداهمات. وشن الجيش حملات دهم مكثفة أمس وأول من أمس استهدفت خصوصاً قرى في جنوب الشيخ زويد، تعتبر «من أهم مراكز تجمع المسلحين في شمال سيناء»، وفق مسؤول أمني قال إن السلطات تعتقد بأن منفذي الهجوم على مكمن «زغدان» الذي قُتل فيه 12 عسكرياً قبل أيام، انطلقوا من هذه المنطقة. وتبنى فرع تنظيم «داعش» الهجوم على المكمن ونشر مساء أول من أمس عبر حسابه على موقع «تويتر» صوراً له. وشنت القوات المسلحة مدعومة بعناصر من الشرطة حملة دهم موسعة امتدت إلى مناطق في وسط سيناء، خصوصاً في المنطقة الشرقية التي تقع إلى جنوب رفح والشيخ زويد. واستعان الجيش في تلك الحملة بتعزيزات من الجيشين الثاني والثالث وقوات من غرب قناةالسويس انتقلت إلى الجبهة الشرقية لدعم تلك الحملة التي تتم بغطاء جوي من مقاتلات تشن ضربات على مواقع يشتبه بأنها للمسلحين بعد استطلاعها وتصويرها بمروحيات «أباتشي». وقال الناطق باسم الجيش العميد محمد سمير في بيان أمس إن «القوات الجوية قامت طبقاً للمعلومات الواردة من الأجهزة الأمنية بقصف جوي استهدف 16 ملجأً تستخدمها العناصر التكفيرية، كما قامت عناصر المدفعية بقصف عدد آخر من الأهداف في توقيتات متزامنة وفي ظل مشاركة للقوات البرية والقوات الخاصة لدهم البؤر والعناصر الإرهابية أثناء محاولة الهروب من ضربات القوات». وأضاف: «كانت نتيجة أعمال القتال الأحد مقتل 18 تكفيرياً وتدمير 4 سيارات و14 دراجة نارية، كما تم ضبط كميات متنوعة من الأسلحة والذخائر». وأشار إلى «استشهاد 3 وجرح اثنين من أفراد القوات المسلحة»، لافتاً إلى «استمرار عمليات التعامل مع العناصر الإرهابية بكل حسم». وقال: «تؤكد القوات المسلحة أنها لن تعود إلى ثكناتها وستظل عيناً ساهرة تصون أرض الوطن وتدحر الإرهاب مهما كلفها ذلك من تضحيات للثأر لدماء شهادئها الأبرار». وقالت ل «الحياة» مصادر مطلعة إن أحد الضابطين قُتل برصاص قناص في قرية المقاطعة جنوب مدينة الشيخ زويد أثناء المداهمات التي تمت فيها، فيما قُتل الضابط الآخر وجندي في هجوم مسلح استهدف دورية أمنية في قرية أبو طويلة جنوب الشيخ زويد، قتل فيه أيضاً 3 من أبناء قبيلة الرويشات كانوا يرافقون الحملة الأمنية لإرشاد القوات إلى مواقع الجماعات المسلحة، وشُيعت جنازتهم ظهر أمس وسط مشاركة كبيرة من أبناء القبائل. وقال سكان في الشيخ زويد إن انفجاراً ضخماً سُمع دويه في محيط قسم شرطة المدينة مساء أول من أمس، اتضح أنه نتج من انفجار سيارة يبدو أنها كانت مُفخخة وتستهدف تفجير القسم. وأوضح السكان أنه سُمع دوي إطلاق نار بكثافة أعقبه انفجار قوي هز محيط منطقة قسم شرطة الشيخ زويد. وأوضحت مصادر أمنية أن «قوة تأمين القسم أطلقت النار صوب حافلة صغيرة كانت متجهة بسرعة صوب مبنى قسم الشرطة ولم تلتزم عدم اختراق الحرم الأمني للقسم، وأثناء استهدافها انفجرت ما يوحي بأنها كانت تضم كمية كبيرة من المتفجرات، بهدف القيام بهجوم انتحاري على الأرجح». وأعلنت وزارة الداخلية قتل «قيادي جهادي» في مدينة كرداسة قالت إنه «مسؤول عن التخطيط والتسليح وتدبير المواد المتفجرة لعناصر البؤر الجهادية» في نطاق محافظة الجيزة (جنوبالقاهرة). وقالت في بيان إن «معلومات توافرت لقطاع الأمن الوطني تفيد بتردد الجهادي الهارب أشرف إدريس القزاز من مدينة كرداسة، المحكوم بالإعدام في قضايا عنف، على منزل شقيقته، فتم إعداد مكامن عدة لاستهدافه، وحال مداهمة القوات الأمنية له فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها ما دفعها إلى التعامل مع مصدرها، وأسفر ذلك عن مصرع القزاز والعثور على بندقية خرطوش تركية الصنع». ووصفت القتيل بأنه «من أبرز الكوادر الجهادية في محافظة الجيزة ومسؤول التخطيط والتسليح وتدبير المواد المتفجرة لعناصر البؤر الجهادية في المحافظة». وهو محكوم بالإعدام والمؤبد في قضايا عنف، ومطلوب على ذمة قضايا أخرى. إلى ذلك، قررت محكمة جنايات القاهرة مساء أول من أمس إرجاء محاكمة 23 متهماً بالإرهاب وتشكيل تنظيم «كتائب أنصار الشريعة» إلى 3 كانون الثاني (يناير) المقبل، في قضية اتهامهم بقتل ضابط و11 شرطياً والشروع في قتل 9 آخرين وحيازة أسلحة نارية ومفرقعات وتصنيعها. وعاقبت المحكمة في ختام الجلسة 19 متهماً بالحبس لمدة عامين مع الشغل، على خلفية رشق أحدهم هيئة المحكمة بحذائه أثناء الجلسة، وهو التصرف الذي قوبل بحفاوة بالغة من زملائه. وكان المتهم أثار ضجة داخل القفص، ما دعا رئيس هيئة المحكمة إلى إخراجه من القفص للوقوف على سبب تصرفه على هذا النحو، فنزع المتهم حذاءه فجأة، موجهاً إياه صوب المنصة، فسارع رجال الأمن إلى إعادته إلى قفص الاتهام، ليلتف حوله زملاؤه ويهنئونه على تصرفه. وحرك رئيس المحكمة دعوى جنائية بتهمة «ازدراء هيئة المحكمة وإهانتها والإساءة إليها والتطاول عليها»، وطالب ممثل النيابة العامة بتوقيع أشد عقوبة على المتهمين، لتصدر المحكمة حكمها بحبسهم عامين. من جهة أخرى، تسببت اشتباكات قبلية في مركز دشنا شمال محافظة قنا في جنوب مصر، بتوقف حركة القطارات بين شمال البلاد وجنوبها. وقال مصدر أمني إن «كثافة تبادل إطلاق النار بين قبيلتي العتامنة وعبدالقادر في قرية المعصرة بسبب خصومات ثأرية، أدت إلى طلب أجهزة الأمن من سلطات السكك الحديد وقف حركة القطارات من القاهرة إلى الأقصر وأسوان موقتاً إلى حين السيطرة على الموقف ووقف إطلاق النيران». وأوقفت حركة القطارات لنحو 4 ساعات، قبل أن تستأنف مُجدداً. وأوقفت مصالح حكومية عدة أعمالها في القرية خشية خروج الاشتباكات عن السيطرة.