أحبطت قوات الأمن المصرية هجوماً انتحارياً استهدف معسكراً للشرطة في مدينة العريش في شمال سيناء، فيما قُتل ضابط في الجيش في تفجير استهدف مدرعة عسكرية جنوبالمدينة ذاتها. وقُتل 4 أشخاص أثناء إعداد عبوات ناسفة كانوا يعدون لاستخدامها في تفجيرات على الأرجح، في جنوبالقاهرة وشمالها. وقبل أيام من انعقاد المؤتمر الاقتصادي في منتجع شرم الشيخ في جنوبسيناء، صعّد المتشددون هجماتهم في شمال شبه الجزيرة، فبعد استهداف رتل عسكري بعبوة ناسفة قتلت 3 جنود أول من أمس، حاول «إرهابيون» تنفيذ عملية «انتحارية» على غرار الهجوم الذي استهدف ضاحية السلام الأمنية في العريش في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي وقُتل فيه العشرات، بعد اقتحامها بحافلات مفخخة تُستخدم في نقل المياه. لكن قوات الشرطة أحبطت الهجوم، الذي استهدف مبنى إدارة قوات الأمن في منطقة المساعيد في العريش، إذ أطلقت قوات تأمين المعسكر النار بكثافة صوب حافلة نقل مياه اتضح أنها مُفخخة، بعدما اشتبهت قوات التأمين بالسيارة التي اندفعت فجأة في اتجاه الحواجز الأمنية التي تطوق المعسكر الأمني، فانفجرت على بعد عشرات الأمتار من المبنى الأمني، الذي يضم مئات الجنود والضباط والقادة، وتطايرت شظاياها، ما أسفر عن مقتل عامل في المنطقة وجرح عشرات الجنود. وأوضحت وزارة الداخلية في بيان، أن الحافلة كان مُبلغاً بسرقتها من مرفق مياه الشيخ زويد، لافتة إلى أنها كانت «تحمل كمية هائلة من المواد المتفجرة بهدف إحداث أكبر عدد من الخسائر في الأرواح»، منوهة ب «يقظة قوات الأمن واستنفارها». وأشار البيان إلى مقتل السائق «الانتحاري»، وجرح عدد من أفراد الشرطة بإصابات طفيفة. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة»، إن عاملاً قُتل في الهجوم وجرح نحو 40 جندياً. وقالت وزارة الداخلية إنها «تكثف جهودها لكشف هوية الانتحاري الغادر»، وحذرت كل من تسول له نفسه من «العناصر الإرهابية» ارتكاب مثل هذه الأعمال الخسيسة، بأنه سيلقى هذا المصير. وقال سكان محليون إن تفجير الحافلة المفخخة خلّف أضراراً مادية في البنايات المجاورة للمقر الأمني. وأوضحت مصادر أمنية أن «الانتحاري كان يستهدف اقتحام السور الخلفي للمعسكر غرب مدينة العريش، لكن الجنود المرابطين في أبراج التأمين أمطروا الحافلة بالرصاص، ما أحبط محاولة الاقتحام»، لافتة إلى حدوث تلفيات في سور المعسكر، وحفرة كبيرة في موقع الانفجار. وأحدث التفجير أضراراً مادية بالغة في معامل جامعة سيناء، ما دفعها إلى تعليق الدراسة لمدة أسبوع. وتزامنت الهجمات في العريش مع استئناف تشغيل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، بعد إغلاق متواصل استمر أسابيع، منذ الهجوم على ضاحية السلام. وعاد أمس 976 عالقاً فلسطينياً إلى قطاع غزة بينهم 48 مرحَّلاً من دول عدة، ووصل إلى مصر 388 فلسطينياً وأجنبياً. في غضون ذلك، قُتل ضابط في الجيش وجرح 3 جنود، جراء انفجار عبوة ناسفة شديدة الانفجار في مدرعة للجيش كانت تقلهم في منطقة بئر لحفن جنوب مدينة العريش. ووفق مصادر أمنية، ظهر مسلحون يستقلون سيارات دفع رباعي على طريق رئيسي في منطقة بئر لحفن، وقاموا بتوقيف السيارات والتدقيق في هوية مستقليها، في منطقة قريبة جداً من مكمن عسكري، تحركت آليات منه للتعامل مع المسلحين، الذين فروا من المنطقة، لتنفجر العبوة في الرتل العسكري. من جهة أخرى، قُتل شخصان في مدينة الفيومجنوبالقاهرة حين انفجرت فيهما عبوة ناسفة بدائية الصنع. وقالت مصادر أمنية إن الرجلين كانا يستقلان دراجة بخارية، وحاولا زرع العبوة الناسفة بالقرب من نقطة شرطة في مدينة أبشواي، لكنها انفجرت فيهما. وأوضحت أنه تم التحفظ على الجثمانين للتعرف إلى هوية القتيلين. وقتل رجلان وجرح 4 آخرون في انفجار مخزن للزجاجات الحارقة في مدينة الخانكة شمال القاهرة. وقالت مصادر أمنية في الشرطة إن مجموعة «تنتمي إلى جماعة الإخوان أدارت المنزل كمصنع للعبوات الناسفة والزجاجات الحارقة، التي انفجرت مُخلفة حريقاً هائلاً قُتل فيه شخصان وأصيب 4 آخرون، بينهم امرأة، هم على الأرجح من الإرهابيين». وكان وزير الداخلية الجديد اللواء مجدي عبد الغفار، قام بأول جولة ميدانية في شوارع القاهرة أمس، فتفقد العمل في أقسام للشرطة، واطلع على الحالة الأمنية في ميادين عدة منها ميدان التحرير في قلب القاهرة. وقال وزير الداخلية لضباطه، وفق بيان للوزارة، إنه «لا مجال للتهاون في معايير أمن البلاد. نجاح المرحلة الحالية يتطلب تعاون كل الجهود المخلصة وارتباطها لتحقيق أعلى معدلات الأداء الأمني». وأكد عبد الغفار ضرورة «الالتزام بالقانون وعدم الإخلال بحقوق الإنسان». وقالت وزارة الداخلية إن قواتها قتلت أحد المتورطين في العنف من أعضاء جماعة «الإخوان»، مشيرة إلى أنها داهمت منزل متهم بالعنف في مدينة كرداسة في الجيزة، فبادر إلى إطلاق النيران صوب القوات، التي بادلته الرصاص فسقط قتيلاً، وضبطت بحوزته أسلحة وذخائر متنوعة. وفككت قوات الحماية المدنية في مدينة الإسماعيلية المطلة على قناة السويس، عبوة ناسفة زرعت بجوار محول للكهرباء. من جهة أخرى، حددت محكمة النقض جلسة 12 نيسان (أبريل) المقبل، للنطق بالحكم في الطعن المقدم من الداعية السلفي والمحامي حازم صلاح أبو إسماعيل، على الحكم الصادر بمعاقبته بالسجن المشدد لمدة 7 سنوات لإدانته بارتكاب جناية التزوير في محرر رسمي واستعماله، والمتمثل في الإقرار الرسمي المقدم للجنة الانتخابات الرئاسية السابقة، والذي أثبت فيه عدم حمل والدته أي جنسية أجنبية أخرى غير جنسيتها المصرية، خلافاً للحقيقة، في محاولة لخوض غمار الانتخابات الرئاسية في العام 2012. وكانت محكمة جنايات القاهرة دانت أبو إسماعيل بارتكاب الجرائم التي أسندتها إليه النيابة، وأصدرت حكمها بحقه في 16 نيسان من العام الماضي.