شنّ الجيش الأميركي أمس ضربات بصواريخ كروز من البحر على ثلاثة مواقع رادار ساحلية في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، وذلك رداً على الهجمات الصاروخية الفاشلة التي تعرضت لها المدمرة الأميركية «مايسون» هذا الأسبوع. في المقابل، أعلنت إيران إرسال سفينتين حربيتين إلى خليج عدن أمس، في محاولة للحصول على موقع عسكري في هذه المنطقة الاستراتيجية قبالة شواطئ اليمن. وهذه هي المرة الأولى التي ترد الولاياتالمتحدة على هجمات الحوثيين وحلفائهم منذ بدء الحرب في اليمن. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس باراك أوباما أجاز الضربات. وقال المتحدث باسم «البنتاغون» بيتر كوك: «هذه الضربات المحدودة للدفاع عن النفس نفذت لحماية أفراد جيشنا وسفننا وحرية الملاحة في هذا الممر الملاحي المهم». ورد متحدث باسم الحوثيين على الضربات الأميركية، ونقلت وكالة «سبأ» الناطقة باسمهم عن شرف لقمان قوله: «الاعتداء الأميركي المباشر واستهداف الأراضي اليمنية ليس مقبولاً وسيتم التعامل مع أي تطورات بما يناسبها». وقال المسؤولون الأميركيون إن المناطق الثلاث التي استهدفت فيها مواقع الرادارات هي قرب رأس عيسى وإلى الشمال من المخا وقرب الخوخة. في هذا الوقت، ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية أن مدمرتين إيرانيتين غادرتا في الخامس من هذا الشهر إلى خليج عدن «لحماية السفن التجارية وناقلات النفط». وقالت إن المدمرتين ستتجهان بداية إلى خليج عدن ومضيق باب المندب، قبل الانتقال إلى تنزانيا. ولم يتضح ما إذا كانتا قد وصلتا. وحذر وزير يمني من تصاعد الأزمة، بعد توغل السفن الإيرانية، واصفاً إياه بالتدخل «غير المبرر» في شؤون اليمن. وأعرب وزير الثروة السمكية اليمني فهد كفاين في تصريح ل «الحياة»، عن «قلقه» من الأهداف الحقيقية لتواجد هذه السفن في المياه الإقليمية اليمنية، وقال: «نحن قلقون جداً من هذا النشاط الذي تمارسه إيران في المنطقة، والذي يتخذ أهدافاً مختلفة، منها القيام بأنشطة غير قانونية، سواء في مجال الصيد أو تهريب الأسلحة». سياسياً، أكد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، أن الدولة الاتحادية وفق مخرجات الحوار الوطني هي الطريق الوحيد لإنقاذ اليمن والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره. وقال خلال لقائه في مدينة المكلا عدداً من الإعلاميين أمس، إن الحوثيين شنوا حرباً على الدولة وأنشأوا حركة تمرد بدعم إيراني منذ 2004، وأحكموا السيطرة على صنعاء وحاصروا رئيس الجمهورية، وهذا استدعى تدخلاً عربياً لإنقاذ اليمن واستعادة سلطاته. ميدانياً، تعرضت الأحياء السكنية شرق مدينة تعز لقصف هو الأعنف من ميليشيات الحوثي وصالح المتمركزة في مطار تعز الدولي وتبة سوفتيل. وقال مصدر في المقاومة ل «الحياة» إن اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين وسط تقدم كبير للمقاومة الشعبية في مديرية حيفان، واقتراب أفراد الجيش والمقاومة من تبة سعيد طه بعد السيطرة على ثلاث تباب وباتوا يشرفون على سوق الخزجة في الأثاور. وأشار المصدر إلى سقوط ستة قتلى و19 جريحاً في مجزرة ارتكبتها ميليشيات صالح والحوثي بقصفهم سوقاً شعبية في تبة سوفتيل الواقعة تحت سيطرتهم من موقع تمركزهم في مطار تعز الدولي. وعلى وقع تقدم قوات الجيش و «المقاومة الشعبية» في مديرية كتاف في محافظة صعدة، استهدف طيران التحالف العربي أمس، مواقع لميليشيات الجماعة في محافظاتالجوف والحديدة وحجة، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المتمردين. كما أفادت مصادر الجيش الوطني بأن طيران التحالف استهدف تجمعاً لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لعلي صالح في منطقة «الحجاورة» غرب مدينة حرض، ما أدى إلى مقتل 25 متمرداً بالتزامن مع غارات جوية أخرى وقصف مدفعي طاول مواقع الجماعة شمال صعدة وغربها وأدى إلى مقتل قيادات ميدانية للمتمردين. وفي محافظة الجوف أفادت المصادر بأن 20 متمرداً على الأقل قتلوا في غارة للتحالف استهدفت معسكراً في منطقة «مزرعة الورش» جنوب مديرية المتون، مشيرة إلى أن بين القتلى القيادي في الجماعة «أبو شاهر». كما أكد شهود أن أربع غارات للتحالف استهدفت مواقع للحوثيين وقوات صالح في مطار الحديدة على البحر الأحمر، وأضاف الشهود أنهم سمعوا دوي انفجارات ضخمة أعقبت الغارات وشاهدوا تصاعداً كثيفاً لسحب الدخان من المواقع المستهدفة.