أكد الاتحاد الجزائري لكرة القدم أمس (السبت) أن مدرب المنتخب رابح سعدان استقال من منصبه غداة التعادل مع تنزانيا 1-1 في الجولة الأولى من تصفيات المجموعة الرابعة المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2012 في غينيا الأستوائية والغابون. وذكر المصدر نفسه «أن رئيس الاتحاد محمد روراوة وافق على قرار الاستقالة، وشكر المدرب على العمل الممتاز الذي قام به خلال فترة الإشراف على المنتخب». وكان المنتخب الجزائري تعادل مع نظيره التنزاني بهدف لعدلان قديورة (45) في مقابل هدف لجيري تيجيتي (35). وعين سعدان مدرباً لمنتخب بلاده عام 2007، ومدد الاتحاد عقده في 18 تموز (يوليو) الماضي لمدة عامين اضافيين حتى نهاية امم افريقيا 2012. واستطاع سعدان تأهيل الجزائر الى نهائيات امم افريقيا 2010 في انغولا ومونديال 2010 في جنوب افريقيا بعد غياب 24 عاماً عن العرس العالمي، بعدما تخطى الملحق الفاصل مع مصر بطلة افريقيا في النسخ الثلاث الاخيرة. وبلغت الجزائر نصف نهائي كأس الامم الافريقية، لكنها اقصيت من الدور الاول في المونديال بعد ان خسرت امام سلوفينيا والولايات المتحدة بنتيجة واحدة صفر-1 وتعادلت مع انكلترا صفر- صفر. وطالب عدد من المحللين والمتابعين بالتعاقد مع مدرب محلي بديل لسعدان، وظهر على السطح اسم المدرب الوطني عبدالحق بن شيخة الذي طُرح اسمه بقوة على الساحة، الأمر الذي أكدت إمكان حدوثه بعض الأنباء الأولية من داخل الاتحادية الجزائرية. وأهدر المنتخب الجزائري لكرة القدم نقطتين ثمينتين في بداية مشواره المؤهل إلى نهائيات الأمم الأفريقية للعام 2012 وسقط في فخ الغرور والاستهزاء عندما فرض عليه المنتخب التنزاني «المتواضع» بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة تعادلاً بهدف لكل فريق ما يعقّد من مهمته في التأهل في ظل وجود المنتخب المغربي منافساً قوياً على بطاقة التأهل. وجاء أداء «الخضر» مخيباً للآمال وسيطرت عليه العشوائية واللعب الفردي الاستعراضي من العديد من اللاعبين، وتبين خطأ المدير الفني رابح سعدان في اختيار الخطة المناسبة ولاعبين بعيدين عن مستواهم لعدم مشاركتهم مع أنديتهم، فضلاً عن عدم تركيزهم على غرار لاعب الوسط حسان يبدة والمدافع الأوسط رفيق حليش والحارس وهاب رايس مبولحي الذي يتحمل برفقة الدفاع مسؤولية الهدف التنزاني. وعلى عكس المعتاد، أجبر سعدان المهاجم عبدالقادر غزال على اللعب ظهيراً لتغطية الرواق الأيمن لسد الفراغ الذي تركه غياب فؤاد قادير للإصابة في واحدة من «إبداعاته» على رغم وجود مدافعين محليين على اقتدار كبير، وضم بدلاً منه مهاجم اتحاد جدة السعودي عبدالملك زياية كرأس حربة ثانٍ برفقة مهاجم إيك أثينا اليوناني رفيق جبور، لكنهما كانا ظلين لنفسيهما وفشلا في هز شباك المنافس على رغم الفرص السانحة التي أتيحت لهما. واعتبر كثيرون تعثر تنزانيا بمثابة محصلة لسوء تسيير المدرب رابح سعدان منذ ما قبل المونديال وعدم قدرته على فرض الانضباط داخل المجموعة، فضلاً عن فشل ورقة المغتربين التي ظل يواجه بها جميع الجزائريين على رغم فشلها في كثير من الأحيان ووجود لاعبين محليين أقدر على الدفاع عن الألوان الوطنية. ويتعرض سعدان منذ أشهر عدة لضغوط عدة من مختلف شرائح المجتمع الجزائري على خلفية تفضيله للاعبين المغتربين على المحليين ما حدا بشخصيات نافذة في الوسط الكروي للمطالبة بإبعاده. وعقب المباراة، صب جمهور ملعب تشاكر بالبليدة جام غضبه على المدرب سعدان محملاً إياه مسؤولية التعثر وطالباً منه الرحيل قبل فوات الأوان. بيد أن سعدان رفض تحميله مسؤولية التعثر، مؤكداً أنه «لن يرمي المنشفة مهما كانت الحال» معتبراً أن «التعادل سببه أمور أخرى ولا علاقة له بها»، لكنه عاد ليؤكد «مستعد للرحيل إذا تبين أن المشكلة تكمن في شخصي» وهو ما يبدو أنه اقتنع به بعد مسيرة طويلة مع المنتخب الجزائري. في المقابل تملكت مدرب المنتخب التنزاني الدنماركي يان بوسلان سعادة لا توصف عقب التعادل بطعم الفوز الذي فرضه على منتخب الجزائر «المونديالي». وقال: «أنا سعيد جداً بهذه النتيجة، منتخبنا الشاب عرف كيف يسير جهوده طوال ال90 دقيقة من اللعب، وقدم حارسنا مباراة في القمة. وعلى رغم قصر قامته تمكن من إفشال كل محاولات المنتخب الجزائري».