تلقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انتقادات من المعارضة الكمالية والقومية، وكذلك من السياسيين الأكراد بعد كلمته المنتظرة التي ألقاها في دياربكر أول من أمس، إذ خلت من أي إشارة سياسية كان ينتظرها الأكراد وكذلك حزب العمال الكردستاني الذي كان أعلن وقفاً لاطلاق النار من طرف واحد حتى 20 أيلول (سبتمبر) الجاري، من أجل تهدئة الأجواء لمناسبة التصويت على استفتاء قبول التعديلات الدستورية التي أقرتها الحكومة في شأن الحريات العامة ومحاكمة العسكر في المحاكم المدنية، التي خلت أيضاً من أي اشارة للملف الكردي. واكتفى أردوغان بالحديث عن الألم المشترك الذي يتقاسمه المتدينون والأكراد في تركيا، وحضّ الأكراد على المشاركة في الاستفتاء وعدم المقاطعة، لافتاً إلى أن التصويت لمصلحة التعديلات الدستورية سيكون إنتقاماً من الانقلابيين العسكر الذين ظلموا الأكراد وعذبوهم عام 1980. وداعب مشاعر مستمعيه بسرده الكثير من الشعر الذي يتحدث عن الألم والظلم. وقال أنه يعرف معنى الظلم لأنه تعرض له كثيراً من الأيدي ذاتها التي تظلم الأكراد. لكن أردوغان تجاهل مطالب السياسيين الأكراد وحزب العمال بالافراج عن 7 آلاف سياسي كردي معتقلين حتى الآن. ولا يزالون ينتظرون المحاكمة بتهمة الإنتماء لحزب العمال. وطرح آلية للحكم الذاتي أو الحل الفيديرالي للقضية الكردية. وكانت قيادات حزب السلام والديموقراطية الكردي طالبت الأكراد بمقاطعة التصويت على الاستفتاء، لانه لم يحمل شيئاً لهم. وزادت من انتقاداتها لأردوغان بعد كلمته، لأنها خلت من أي وعود بل حتى من الحديث عن مشروع الإنفتاح الديموقراطي الذي طرحته الحكومة لحل القضية الكردية. وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو، أن أردوغان لم يجرؤ على التطرق إلى حزب العمال الكردستاني أو ذكر اسمه خلال كلمته من كثرة خوفه منه. من جهته، طلب قائد الأركان الجديد الجنرال إشق كوشنار من أردوغان وضع قوانين وتشريعات لقطع الطريق على أي حل فيديرالي أو حكم ذاتي كردي. ولم يكتف كوشنار بتقديم طلبه عبر كتاب رسمي، بل فاجأ أردوغان بزيارته في مقر رئاسة الوزراء قبيل مغادرته الى دياربكر. وجدد تأكيد خطورة إعطاء الأكراد أملاً بقبول فكرة الفيديرالية أو منحهم حكماً ذاتياً.