تستضيف إحدى القنوات التلفزيونية خبيراً في الطيران، تسأله المذيعة عن سبب اختفاء الطائرة الماليزية فيجيب: لا أعلم! فتسأله: لم أنت هنا إذاً؟ فيجيب: لا أعلم.. هكذا كانت الحال في كثير من وسائل الإعلام التقليدية، في شكل أو في آخر، وبدا أن هناك إجماعاً فيها على الإجابة ب«لا أعلم» في شأن لغز اختفاء طائرة الرحلة «أم إتش 370» من طراز «بوينغ 777» التابعة للخطوط الماليزية، والمتجهة من كوالالمبور إلى بكين وعلى متنها 239 شخصاً، في الثامن من الشهر الجاري، بعد أقل من ساعة على إقلاعها. مثل هذا «الإجماع» كان غائباً عن وسائل الإعلام الرقمي، التي توفّر للمتلقي إمكان التعليق على الخبر، فيعطي وجهة نظره أو يضيف معلومات يعرفها. وفتح خبر «قصة الطائرة الماليزية منذ إقلاعها حتى سقوطها» على الموقع الإلكتروني ل«الحياة»، مساحة للقراء للإجابة عن سؤال حول مصيرها المحتمل، الذي عجزت عن تحديده دول عدة شاركت في عمليات البحث الضخمة. وكتب المعلق «خالد» أن الطائرة «وقعت في مثلث برمودا». وتبنّت «فجر» نظريته إذ كتبت: «يمكن طاحت في مثلث برمودا مركز الشيطان، المكان هذا أصلاً ممنوع الطيران فوقه أو السير في مياهه دولياً، ولله الأمر من قبل ومن بعد، الله العليم فوق كل ذي علم عليم». واتفقت معهما «عاشقة الخيول» التي أعربت عن اعتقادها بأن اختفاء الطائرة الماليزية «يعود إلى مكان مثل مثلث برمودا والتنين، يمكن منطقة آخر العالم أو منطقة شياطين أو نقطة نجمية للطاقة، سبحان الله». تلك التفسيرات أثارت استغراب «رجل الظل» الذي كتب: «سبحان الله، له الأمر في ناس غريبة بالرد، وينك ووين مثلث برمودا، تثقف جغرافياً يا أخي، مكان سقوط الطائرة بعيد عن مثلث برمودا». لكن سبب اختفاء الطائرة بالنسبة إليه، ليس مقعداً كثيراً: «الأمر بسيط تم تعطيل جهاز المراقبة فيها وتغيير مسارها». ولم تغب نظرية الاختطاف عن المعلقين ومنهم russ الذي رأى أن ل«تنظيم القاعدة» يداً في الموضوع: «يوجد في الطائرة علماء في النووي، اليوم النووي في يد القاعدة ربما... مؤتمر الدول السبع لماذا؟». وتجاوز الاتهام التنظيمات ليصل إلى رؤساء الدول، إذ رأى «المسافر» أن «رموز الحكم السابقين في الوطن العربي أفلسوا (أمثال علي عبدالله صالح) فعادوا لاختطاف الطائرات وإخفائها والمتاجرة بها لاحقاً»، مضيفاً أنها «تجارة مربحة وسهلة وتعودوا عليها ولا تحتاج إلى علم أو علماء». ووجّه المعلق «سوداني» الاتهام بالاختطاف نحو رئيس آخر هو الرئيس السوداني عمر البشير إذ اعتبره «مسؤولاً مسؤولية تامة عن اختفاء الطائرة». وفي سياق نظرية المؤامرة، أعرب المعلق «يمني» عن اعتقاده أنها «ربما تم ضربها خلال مناورات عسكرية صينية أو كورية شمالية»، فيما ذهب «تارقو» إلى أن «الطائرة فجرت بصاروخ جديد كلياً من نوعه وهي في الجو، وبمواد تصهر الحديد وتذيب العظم إلى أن يصبح رماداً، لتصل إلى المحيط وهي لا شيء يرى أساساً». وكان للخيال نصيبه في التكهنات، إذ نقل «صالح» عن أحدهم ادعاءه أن «الطائرة بيد قبيلة من الجن الأحمر وجميع الركاب أحياء»، فيما رأى آخر أنه ربما «يكون نيزك ضرب الطائرة، لذلك انقطع الاتصال بها». ورأى أنس أنها «ربما سقطت في موقع في البحر فيه قوة مغناطيسية جذبتها وغرقت لأعماق المحيط من دون أن يرى لها أثر، والله أعلم». وفيما دفعت مثل هذه التوقعات أحد المعلقين، كما يبدو، إلى تذكر مسلسل «لوست»، ذهب معلق آخر إلى احتمال أكثر واقعية: «يحتمل أنها سقطت على اليابسة فيما البحث تركز في البحر وأهملت اليابسة، ربما اصطدمت في منطقة جبلية والله أعلم». وأكد آخر أن «الطائرة سقطت في جبل فرطاس»، في حين تساءل رابع عن مدى أن تكون «سقطت في سد يأجوج ومأجوج... ما احتمالية هذه الفرضية»؟ وبين هذا وذاك، كانت «أم سعود» الأقرب إلى ما صرح به رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق، من أن الموقع الأخير للطائرة قبل أن تختفي كان وسط المحيط الهندي غرب بيرث، إذ توقعت أن «تكون غاصت في أعماق البحار بالكامل من غير أن تنفجر، لذا لم يجدها أحد لأنها في قاع البحر والله اعلم».