لم يكن يدر بخلد القائمين على المنتخب السعودي أن الهولندي بيتر فان مارفيك، الذي كان خياراً بديلاً وليس أساسياً لتدريب المنتخب سيغير من شكله بهذه الطريقة التي تجعله ومنذ تسلمه المهمة في مواجهتي تيمور الشرقية كمتابع وماليزيا كمدرب يحقق أفضل النتائج. مارفيك الذي قاد المنتخب السعودي في 11 لقاءً، حقق فيها ثمانية انتصارات وثلاثة تعادلات ولم يخسر أي لقاء، وبهجوم قوي سجل 33 هدفاً واستقبلت شباك فريقه خمسة أهداف في التصفيات الأولية والنهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم وآسيا، واستطاع أن يتصدر المجموعة الآسيوية الثانية ب10 نقاط. ولعل اللافت للنظر أن مارفيك لم ينل الرضا من الإعلام السعودي، وكان محل جدل دائم ولكنه لم يلتفت لتلك الانتقادات لإيمانه بأن النتائج الإيجابية هي أفضل وسيلة للرد على منتقديه. وإن كان من كلمة حق يجب أن تقال في حق هذا المدرب فإنه صنع توليفة من اللاعبين ونجح في إيجاد دكة بدلاء تكون حاضرة متى تطلب الأمر، وهذا ما جعل المنافسة داخل المنتخب بين اللاعبين على أشدها والكل يسعى إلى إثبات وجوده خلاف أنه صنع منتخباً يقدم كرة قدم مبهرة وتحقق الانتصار تلو الانتصار. ويحسب لبيتر فان مارفيك نجاحه في إعادة تقديم بعض الأسماء لعل أبرزها النجم نواف العابد، الذي استطاع أن يقدم نفسه من جديد ويعيد للأذهان نواف النجم، إذ لعب دوراً بارزاً في الانتصارات الأخيرة، كما يحسب لمارفيك منح الثقة للثلاثي ناصر الشمراني ويحيى الشهري وفهد المولد، فكان لهذا الثلاثي دور إيجابي مع «الأخضر» أخيراً وحرر سلمان الفرج من الضغوط التي صاحبت تراجع مستواه على مستوى المنافسات المحلية. المهمة المقبلة صعبة ولعلها الاختبار الحقيقي للهولندي مارفيك غريم الإعلام السعودي، ولكن المؤشرات الأولية تؤكد أنه قادر على النجاح.