أعادت حادثة «هرب» فتاتين سعوديتين إلى كوريا الجنوبية أخيراً، «هوس المراهقات» بالدراما الكورية إلى الواجهة، وذلك بعد أن انقسم متفاعلون مع حادثة الهرب إلى معارض ومؤيد، كان الأخير من «حزب» أسموه ب«عشاق» الدراما الكورية. «أيام الزهور» و«أنت جميل» و«ميراث رائع» مسلسلات كورية دبلجت عربياً، حققت نسب مشاهدة عالية، حتى مهدت الطريق أمام الفتيات السعوديات والشبان ل«الافتتان» بالثقافة الكورية. وتأييد كبير «غير مسبوق» رافق إعلان السفارة السعودية، في العاصمة الكورية سيول، البحث عن فتاتين سعوديتين غادرتا المملكة الأسبوع الماضي من دون علم ذويهما، في حين لاتزال السفارة تحقق في تفاصيل الحادثة. وفي سابقة بتاريخ الساحة الاجتماعية السعودية، رافق هرب «فتاتي كوريا»، تأييد كبير من المتفاعلين مع الحادثة، عازين ذلك إلى «مثالية» البيئة الاجتماعية الكورية، التي نقلتها «الدراما الكورية» عبر مسلسلات عدة بثتها الشاشات العربية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي اليومين الماضيين بصور «مشاهير» كوريا وروابط ل«أغاني» كورية، تعبيراً عن تأييد اختيار كوريا الجنوبية وجهة لهرب الفتاتين، فيما حذر اختصاصيون من التأثير الكبير الذي تخلفه الدراما الكورية ونظيرتها التركية في نفوس المراهقين والمراهقات. واستحوذت الدراما الكورية، أو ما تدعى باللغة الكورية «هانغوك دراما» أو «الكي دراما»، والتي تحمل غالبا توجهاً درامياً خالصاً مقروناً بالرومانسية، وتعكس العادات والتقاليد الشرق آسيوية، على النصيب الأكبر من اهتمام الفتيات والشبان خلال السنوات الأخيرة، بعد بدء عرضها قبل نحو ثلاث سنوات، لتنافس نظيرتها «التركية»، إلا أن الدراما الشرق آسيوية سجلت معدلات أعلى في المشاهدة، امتدت إلى تحميل المسلسلات والأفلام غير المدبلجة عربياً من طريق مواقع كورية مختصة. ولم تكن اللغة عائقاً أمام هوس الدراما الكورية، إذ دفع «الشغف» بالدراما الكورية عدداً من الفتيات السعوديات والشباب إلى تعلم اللغة الكورية لترجمة بعض الأفلام والمسلسلات ورفعها على المواقع الإلكترونية. الدراما الكورية، المفضلة في أوساط المجتمعات الشبابية في المملكة، ترجع أصولها إلى الطقوس الدينية في عصر ما قبل التاريخ، وتلعب الموسيقى والرقص دوراً مهماً في كل العروض المسرحية التقليدية الكورية، كما حققت الدراما الكورية منذ بدء عرضها في 2013 في الشاشات العربية، انتشاراً واسعاً، وبخاصة أنها تضمنت نقلاً حياً للثقافة والحضارة الكورية، كما سوقت لهما فناً وسياحة عبر هذه المسلسلات. كما أعطت الأوساط الشبابية السعودية شعبية كبيرة للمثلين الكوريين، أمثال: «مين هو ويون أون هاي، وها جي وون ولي سونغ جي»، الذين تصدروا صور عرض بعض الشبان والفتيات في مواقع التواصل الاجتماعية.