تُستأنف في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا في 22 الشهر الجاري، جولة جديدة من المحادثات بين الحكومة السودانية ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» لتسوية النزاع في منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان المضطربتين. وقال الناطق باسم «الحركة الشعبية - الشمال» مبارك اردول في بيان أمس، أن حركته تلقت دعوة من فريق الوساطة الافريقية برئاسة ثابو مبيكي لحضور جولة جديدة من المفاوضات في 22 الجاري في أديس بابا. وأكد الناطق موقف وفده المتمسك بحل شامل لقضايا السودان، وقال: «ستظل أولويات الحركة الشعبية هي الأوضاع الإنسانية ومعاناة المدنيين والحل الشامل والسلام والديموقراطية لجميع السودانيين». وفي المقابل أكد الوفد الحكومي السوداني الى المحادثات استعداده التوصل إلى اتفاق في جولة المفاوضات الجديدة مع المتمردين. وقال عضو الفريق الحكومي منير شيخ الدين، ان وفداً من فريق الوساطة الأفريقية وصل الى الخرطوم للتفاهم مع الحكومة حول أجندة الجولة المقبلة، موضحاً أن فريقه سيدخل المفاوضات بقلب مفتوح للتوصل إلى اتفاق مع المتمردين، ورأى أن الأوراق التي قدمت من الجانبين بشأن أجندة التفاوض مرضية لكل الأطراف. وكانت الوساطة الافريقية علقت مفاوضات سابقة في 12 آذار (مارس) الماضي، بسبب تباعد مواقف الطرفين، اذ تمسكت «الحركة الشعبية» بحل شامل لقضايا السودان فيما أصر الوفد الحكومي على حصر المفاوضات في منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان وفق تفويض الوساطة وقرار مجلس الامن. من جهة أخرى، دافع زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي عن قبول قوى معارضة إجراء حوار مع نظام الرئيس عمر البشير. وقال إن غالبية القوى السياسية تداعت إلى الحوار لأنها أدركت أنه في ظل انتشار السلاح في السودان، فإن الثورة إذا استفزت فيمكن للوطن كله أن يتفكك. وطرح على الحكومة والأحزاب صيغة التراضي السياسي والتسوية الشاملة، وتناسي مرارات الماضي من أجل بناء مستقبل السودان مع تحقيق مبدأ العدالة.