نجحت الوساطة الأفريقية والضغوط الغربية أمس، بمنع انهيار مفاوضات الحكومة السودانية ومتمردي «الحركة الشعبية- الشمال» الهادفة لتسوية النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وذلك غداة فشل التفاوض المباشر بينهما، وفي ظل استمرار تبادل الاتهامات بين الجانبين. ونشط كل من الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي والمبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان دونالد بوث بين الفريقين وعقدا لقاءات مع رئيس وفد الخرطوم ابراهيم غندور ورئيس وفد المتمردين ياسر عرمان كل على حدة، رفضا الافصاح عن نتائجها. وذكرت مصادر قريبة من المحادثات ل «الحياة» أن لقاءات الوسطاء والمبعوثين الغربيين مع طرفي النزاع شكلت ضغطاً على الطرفين، وحملت تهديدات مبطنة بأن المجتمع الدولي سيتخذ موقفاً حاسماً في حال لم تحقق المفاوضات تقدماً. وذكر المبعوثون أن قرار مجلس الأمن 2046 الذي تستند إليه عملية التفاوض، يهدد بفرض عقوبات على الطرف الذي يتحمل مسؤولية عرقلة السلام. كما تدخل رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريام ديسالين لتليين مواقف الطرفين، وحضهما على تقديم تنازلات. وتمسكت «الحركة الشعبية – الشمال» بموقفها، وشددت على ضرورة التوصل إلى خريطة طريق لحوار شامل يعالج قضايا السودان. واتهمت الوفد الحكومي بتوجيه رسائل سلبية ومتناقضة. واتهمت «الحركة الشعبية» الطيران الحكومي بتكثيف غاراته لا سيما على جنوب كردفان ما أدى إلى مقتل11 مواطناً في مقاطعة أم دورين و3 آخرين في مقاطعة البرام معظمهم من الأطفال والنساء،. في المقابل، اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم وفد «الحركة الشعبية» بالسعي لإفشال المفاوضات عبر تكتيكات وتحالفات سياسية لا علاقة لها بقضايا جنوب كردفان والنيل الأزرق. وشدد وزير الدولة للإعلام، الناطق باسم الحزب الحاكم ياسر يوسف على أهمية إنجاح المفاوضات، نافياً أي اتجاه لسحب الوفد الحكومي المفاوض من أديس أبابا.