تزامنا مع اطلاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المباشرة في واشنطن، صدرت مواقف لبنانية وفلسطينية أمس اعتبرتها غير مجدية وتساهم في تكريس الانقسام الفلسطيني، مشددة على خيار المقاومة. وأكد عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» (حزب الله) النيابية حسين الموسوي أن «قضية القدس الشريف هي قضية المسلمين والمستضعفين الأولى، والعنوان الجامع لهم». وقال في تصريح: «يأتي يوم القدس هذا العام متزامنا مع بدء المفاوضات برعاية أميركية، وفلسطين الأبية تتعرض لأشرس حملة تهويد وعملية إبادة للشعب الفلسطيني وقضيته بتواطؤ من أنظمة ما يسمى الاعتدال التي تساهم في مسار هذه المفاوضات التي هي في نتائجها مكسب أميركي إسرائيلي وخسارة فلسطينية». واعتبر الموسوي أن هذه المفاوضات «تختصر مشهد الإخفاقات الأميركية العسكرية والأمنية والسياسية على مساحة المسرح الاستراتيجي الأميركي في المنطقة، ما يدل على أن (الرئيس الأميركي باراك) أوباما اختارها في هذا التوقيت، ليحدث إنجازاً مأمولاً في الانتخابات النصفية الأميركية في الخريف المقبل». وإذ انتقد الأصوات الداخلية المؤيدة لهذه المفاوضات، لفت الموسوي إلى أن «العرب وحدهم هم الخاسرون بنتيجتها، لأن إسرائيل تستفيد منها لتستثمرها ميدانياً في إنفاذ مشروعها استيطاناً وتهويداً وتعزيزاً لقدراتها، تمهيداً لحروبها المقبلة على أمتنا والمقدسات». وقال: «يوم القدس يدعونا إلى تعزيز وحدتنا الإسلامية والوطنية، واعتماد المقاومة سبيلاً وحيداً لاسترداد المحتل من الأرض والمقدسات». ورأى عضو القيادة السياسية لحركة «حماس» في لبنان جهاد طه، أن المفاوضات المباشرة «ولدت ميتة، ومحكوم عليها بالفشل، وكل ما يصدر عنها لا يلزم حماس». واعتبر أن «عودة العافية للمقاومة في الضفة الغربية على رغم الضغوط التي تمارس عليها هي الرد الحقيقي على المفاوضات». وأكد «تحالف القوى الفلسطينية في لبنان» في بيان، أن «المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المباشرة كمثيلاتها السابقة شكلت تفريطاً بحقوق شعبنا وخروجاً عن الثوابت، وهي تتم بناء على رغبة أميركية وصهيونية». وشددت قوى «اليسار الفلسطيني» في لبنان، الجبهتان الشعبية والديموقراطية وحزب الشعب الفلسطيني، في بيان، على «رفض نهج المفاوضات التي لا تحقق الأهداف الوطنية الفلسطينية، ولا تؤدي إلى انسحاب العدو الإسرائيلي من كل الأراضي المحتلة، وضمان تحقيق العودة للاجئين الفلسطينيين وفق القرار الدولي 194». ودعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى «العودة عن قبول التفاوض تحت سقف الشروط الإسرائيلية والضغوط الأميركية»، مطالبة إياه ب «العودة الى قرارات اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني التي حددت مرتكزات أي عملية تفاوضية مع العدو الإسرائيلي». ودان «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية وتحالف القوى الفلسطينية» في بيان، اثر اجتماعه الدوري المشترك في مقر حزب «البعث العربي الاشتراكي»، «المفاوضات الجارية في واشنطن برعاية الدعم الأميركي المطلق للعدو الصهيوني». ورأى أن «هذه المفاوضات لا تعدو كونها مجرد مسرحية لأنها تتم على قاعدة التسليم الكامل بالشروط الصهيونية، وهدفها التوقيع على الأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال».