بعدما ساد الاعتقاد لسنوات أن الشكل الخارجي لا يمكن أن يكون له علاقة بفكر الإنسان وذكائه، كشفت دراسة بريطانية حديثة أن الدهون الزائدة في الجسم قد تؤثر على صحة الفرد العقلية وقدرته على التفكير السليم والسريع. وشملت الدراسة التي نشرتها مجلة "منز هيلث" تصوير أدمغة 527 بالغاً. وجاءت أعمار أدمغة أصحاب الوزن الزائد أكبر بمقدار 10 سنوات من عمرها الحقيقي. كما كشفت الصور تراجع كميات المادة البيضاء في أدمغة الذين يعانون من الوزن الزائد، ويزيد معدل كتلة الجسم (BMI) لديهم عن 25. ويعد نسيج المادة البيضاء من أهم عوامل صحة الدماغ، إذ يربط بين مناطقه العصبية، ويساعد في تنشيط الذاكرة والتفكير السريع لحل المشكلات. أما "معدل كتلة الجسم" فهو مؤشر يوضح مدى صحة وزن الإنسان بالنسبة إلى طوله، ويتم حسابه عبر تقسيم الوزن بالكيلوغرام على الطول بالسنتيمتر، وضرب الناتج بالطول مرة أخرى. وفي حال كان المعدل أقل من 18.5 فهذا يعني أن الفرد يعاني من النحافة، أم المعدل المتراوح بين 18.5 و24.9 فيعني أن الفرد يتمتع بوزن مثالي، وفي حال كان كان المعدل 25 أوأكثر، فيُعتبر ذلك جرس إنذار ينبه الفرد إلى معاناته السمنة البسيطة أو المفرطة. وقالت كبيرة الباحثين في الدراسة والبروفيسورة في جامعة "كامبريدج" الأميركية ليزا رونان إن "نسيج المادة البيضاء ينكمش بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، لكن يبدو أن عملية انكماشه تتم بشكل أسرع في حال معاناة الفرد البدانة". وأشارت رونان أن التفسير المطروح حالياً للأمر هو أن الأنسجة الدهنية الزائدة قد تنتج بروتينات التهابية تسمى "السيتوكينات" التي قد تؤذي الدماغ. وعلى رغم أن التجربة العملية واختبار المهارات الإدراكية للمشاركين لم تظهر فارقاً واضحاً بين المشاركين من أصحاب الوزن الزائد، لكن رونان تعتقد أنه في حال تم إجراء بحث طويل المدى، فقد تظهر سرعة ملحوظة في تدهور تلك المهارات لدى أصحاب الوزن الزائد. وكانت دراسة سابقة أشارت إلى أن من يعانون زيادة الوزن خلال فترة الشباب، يواجهون خطر الإصابة بالخرف بشكل أكبر من غيرهم عندما يتقدمون في العمر.