أعلن التحالف العربي ليل امس ان طائراته لم تُنفذ اي عملية جوية في منطقة صنعاء حيث وقع حادث ادى الى مقتل واصابة عشرات المدنيين في مجلس عزاء كما أعلن الحوثيون، عبر وكالة «سبأ نت» التي يسيطرون عليها، بعد سقوط صاروخين أصابا صالة العزاء. وتنذر هذه التطورات بنسف جهود الوساطة الدولية التي تقودها الأممالمتحدة لتأمين هدنة تُمهد لاستئناف المفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين وأنصار علي صالح. وتحدث مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية عن امكانية ضلوع علي عبدالله صالح في الحادث وأثناء مجلس عزاء والد وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان وهو أحد أفراد قبيلة خولان، المحاذية لمديرية صرواح. وقال المصدر ل «الحياة» أن مشاركة القبيلة في الدعوة إلى التظاهر اليوم ضد الانقلابيين، أحد أهم الأسباب التي يحاول من خلالها صالح تحويل المظاهرة إلى الطرف الآخر. وأضاف: «من المؤشرات التي تؤكد ضلوع صالح خروج أحد أبنائه خالد وحسين حازب القيادي المقرب من الرئيس السابق قبل تفجير القاعة بنحو 15 دقيقة». واستبعد المصدر اليمني أن يُقدم التحالف العربي على هذه الخطوة لمعرفته التامة بموقع القاعة التي تُخصص لمناسبات وطنية أو عائلية تتعلق بالشعب اليمني، مؤكداً أن كبار قيادات الحوثيين وأتباع الرئيس السابق وعلى مستوى أعلى من المتواجدين وقت الحادثة سبق وأن اجتمعوا في ذات القاعة خلال العيد الماضي ولم يتم استهدافهم على رغم معرفة التحالف والحكومة اليمنية مسبقاً بذلك الاجتماع. وأضاف أن «منصة إطلاق الصواريخ في جبال عطان التابعة لصالح، تُطل على القاعة بشكل مباشر، ما يشير إلى احتمال استهداف المجتمعين بواسطتها». وكان ناشطون يمنيون دعو على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الخروج اليوم في تظاهرات حاشدة في صنعاء لكسر حاجز الخوف والتنديد بالإجراءات القمعية لميليشيات الحوثيين. وجاءت الدعوات وسط تصاعد للسخط الشعبي في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة نتيجة عدم صرفها رواتب الموظفين وانعدام الخدمات وبدء تفشي الأوبئة. ورداً على دعوات التظاهر استنفرت الجماعة ميليشياتها ونشرت المئات من عناصرها في شوارع صنعاء استعداداً لقمع المتظاهرين، كما دعت مؤيديها إلى تنظيم تظاهرات موازية لدعم حملة التبرعات التي دعت إليها الجماعة لتمويل عملياتها العسكرية تحت مسمى «التبرع للبنك المركزي». ميدانياً، تواصلت المواجهات في جبهات مأرب والجوف وعلى تخوم صنعاء في مديرية نهم، بالتزامن مع تحركات كثيفة لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مديرية صرواح غرب مأرب لحسم المعركة ضد جيوب الميليشيات المتبقية والقوات الموالية لصالح وتطويق العاصمة من الجهة الجنوبيةالشرقية. وكانت القوات الحكومية خسرت أول من أمس خلال معارك صرواح، قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عبد الرب الشدادي وعدداً من مرافقيه نتيجة سقوط قذيفة مدفعية للميليشيات أصابت سيارته. وفي مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، أفادت مصادر ميدانية بأن معارك عنيفة تجددت أمس بين مسلحي الحوثيين وقوات صالح من جهة، وقوات الجيش الحكومي والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، عقب هجوم شنه الحوثيون على مواقع المقاومة، جنوب المديرية، وأن قتلى وجرحى من الطرفين سقطوا في الحادث. وأضافت المصادر أن قوات الجيش الوطني صدت هجمات للميليشيات في منطقة «المقاطرة» الواقعة بين محافظتي تعز ولحج ومنعتها من قطع الطريق الرئيس في المنطقة، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.