أطلقت القوات الأوكرانية عملية ضد المسلحين الموالين لروسيا، في محاولة لاسترداد المقر الرئيس للشرطة الذي سيطروا عليه أمس في سلافيانسك، وفق ما أعلن وزير الداخلية الأوكراني. وأعلن أرسين أفاكوف اليوم بدء عملية أمنية واسعة في شرق البلاد، وقال إن "العملية ستجري تحت إشراف مركز مكافحة الإرهاب في مدينة سلافيانسك". وكتب افاكوف على صفحته على "فايسبوك" ان "وحدات من كل قوات البلاد تشارك وليكن الله معنا". وطلب أفاكوف من سكان مدينة سلافيانسك "البقاء داخل منازلهم تحسباً لاشتباكات". ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء عن أفاكوف قوله "مررواً ذلك لكل المدنيين: يجب مغادرة وسط البلدة وألا تخرجوا من منازلكم وألا تقتربوا من النوافذ". وأضاف أن "هناك اطلاق نار في المدينة". إلا أن أحد مراسلي "رويترز" في سلافيانسك قال إنه لم يسمع اطلاق نار. الى ذلك، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف من ان "موسكو ستواجه عقوبات إضافية" في حال لم يخف التوتر مع أوكرانيا المجاورة، وفي حال لم تنسحب القوات الروسية عن الحدود بين البلدين. و أعرب أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون عن قلقه لتدهور الوضع في شرق أوكرانيا، داعياً إلى "الحوار لتخفيف التوتر". وأكد البيت الأبيض أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن سيسافر إلى كييف هذا الشهر لاظهار الدعم للحكومة الأوكرانية، في الوقت الذي أبدى فيه المسؤولون الأمريكيون قلقهم بشأن"عنف وتخريب" المتشددين والذين قالوا إن "روسيا تدعمهم على مايبدو في شرق أوكرانيا". وكانت مدن عدة في شرق أوكرانيا منها خاركوف ودونيتسك وماريوبول شهدت أمس تظاهرات ضد سلطات كييف ودعماً للفدرالية، وشكل المحتشدون في دونيتسك مجموعاتٍ لمساندة المحتجين في المدن الأخرى. ودعا الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف مساء أمس السبت الى عقد اجتماع امني طارئ، تزامناً مع معارك ضارية في مدن عدة في شرق البلاد الناطق بالروسية، وفق ما اعلن افاكوف. وجاءت الاشتباكات بعدما ظهرت في مدينة دونيتسك أمس، مؤشرات إلى انضمام قوات من الشرطة لانفصاليين موالين لروسيا احتلوا مرتدين بزات عسكرية، مقر الشرطة في المدينة ومركزين أمنيين في بلدة سلافيانسك التي تقع ضمن دونيتسك، أضيفت إلى مواقع أخرى "محتلة" منذ الأحد الماضي. وفيما وعد أفاكوف أمس السبت بردٍّ "قاسٍ جداً على الإرهابيين الذين يختلفون عن المحتجين"، معلناً إرسال قوات خاصة إلى دونيتسك، اعتبرت الخارجية الروسية أن تهديد سلطات كييف الموالية لأوروبا بمهاجمة المتظاهرين شرق أوكرانيا "أمر لا يمكن قبوله". وأوضحت أن وزير الخارجية سيرغي لافروف، شدد في اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني أندريه ديشتشيتسا، على "مسؤولية سلطات كييف في منع استخدام القوة جنوب وجنوب شرقي أوكرانيا، وضرورة تلبية المطالب الشرعية لسكان هذه المناطق، والسماح بتمثيلهم في عملية الإصلاح الدستوري". وفي بيان منفصل، أفادت الخارجية الروسية بأن الاجتماع الرباعي المقرر بين موسكو وكييف وواشنطن والاتحاد الأوروبي الخميس المقبل "لا يزال في طور الإعداد وجدول أعماله غير واضح"، بخلاف ما أعلنه مسؤولون أميركيون وأوروبيون. وأضافت: "إذا كانت الولاياتالمتحدة توافقت على كل شيء مسبقاً مع باقي المشاركين في الاجتماع باستثناء روسيا، وحددت موعده ومكانه، ربما تستطيع إعلان نتائجه من الآن، وتوضيح سبب عدم سداد دين أوكرانيا لشركة غازبروم". على صعيد آخر، رفضت تركيا اتهام روسيا إياها بانتهاك معاهدة "مونترو" التي وقعت عام 1936، عبر سماحها بوجود سفن حربية أميركية في البحر الأسود، فيما تنص المعاهدة على أن السفن الحربية لبلدان لا تقع على البحر الأسود لا تستطيع البقاء في مياهه أكثر من 21 يوماً. وأفادت وزارة الخارجية التركية: "نستغرب إصرار روسيا على إثارة مسألة تطبيق معاهدة مونترو التي لم تُنتهك، إذ تجاوزت البارجة يو أس أس تايلور فترة وجودها لإجراء تصليحات في مرفأ سامسون، فيما توقفت المدمرة قاذفة الصواريخ يو أس تس تراكستان في مرافئ رومانية وبلغارية لإجراء مناورات". وفي موسكو، حمّلت مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في فرنسا، الاتحاد الأوروبي مسؤولية إعلان "حرب باردة" جديدة على روسيا، وقالت خلال لقائها رئيس مجلس النواب الروسي سيرغي ناريشكين: "أنا مندهشة من إعلان الاتحاد الأوروبي حرباً باردة على روسيا، فهذا لا يتماشى مع طبيعة العلاقات الودية دائماً، ولا مع المصالح الاقتصادية لفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي، وتضر بالعلاقات". كذلك انحاز زعيم اليمين النمسوي المتطرّف هاينز كريستيان شتراخه علناً لبوتين، ووصف العقوبات الأوروبية بأنها "مهزلة"، كما قال السياسي الهولندي خيرت فيلدرز، إن "الاتحاد الأوروبي ارتكب خطأ".