مُنيت القوات النظامية السورية وميليشيات متحالفة معها بخسائر كبيرة أمس في مدينة حلب بعدما تقدّمت في جنوب منطقة الشيخ سعيد، قبل أن تتراجع في مواجهة هجوم مضاد لفصائل المعارضة التي قتلت وأسرت عشرات المهاجمين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات عنيفة دارت منذ منتصف ليلة الخميس - الجمعة واستمرت خلال نهار أمس على محور الشيخ سعيد بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، على إثر «هجوم موسع» للطرف الأخير الذي «تقدم وسيطر على تلة الشيخ سعيد ... ومواقع أخرى في الحي الواقع بالأطراف الجنوبية لأحياء حلب الشرقية». لكنه أضاف أن «فصائل جيش الفتح وفصائل أخرى في منطقة الشيخ سعيد تمكنت من استعادة السيطرة على عدد من النقاط التي خسرتها قبل ساعات لمصلحة قوات النظام ... كما تمكنت الفصائل من قتل نحو 10 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، في حين أسرت الفصائل 5 عناصر يعتقد بأنهم من حركة النجباء العراقية التي تُقاتل إلى جانب قوات النظام». أما شبكة «الدرر الشامية» المعارضة فأوردت، أن «فصائل المقاومة تمكنت من قتل 25 عنصراً وأسر 5 آخرين من حركة النجباء والميليشيات العراقية في هجوم معاكس شنته» في منطقة الشيخ سعيد. ووزع ناشطون صوراً لمجموعة من الأسرى، إضافة إلى جثث للقتلى. وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أوردت أن وحدات من الجيش النظامي «بالتعاون مع القوات الرديفة» (في إشارة إلى الميليشيات الأجنبية الموالية) «حققت تقدماً جديداً في عملياتها ضد الإرهابيين بعد القضاء على آخر تجمعاتهم في تلة الشيخ سعيد الإستراتيجية في مدينة حلب». ونقلت عن مصدر عسكري قوله «إن السيطرة على هذه التلة الإستراتيجية ستساعد وحدات الجيش على رصد تحركات الإرهابيين بدقة في حيي العامرية والسكري وبالتالي شل حركتهم وإجبارهم على الاستسلام». ويستخدم النظام وصف «الإرهابي» على عناصر فصائل المعارضة. وكانت قيادة الجيش السوري أعلنت أول أمس أنها تمنح مسلحي المعارضة في أحياء حلب الشرقية «فرصة إضافية للاستفادة من مرسوم العفو وتسوية أوضاعهم أو إلقاء السلاح والمغادرة مع عائلاتهم وذلك حرصاً على حقن الدماء وتفادياً لمزيد من الخراب»، وفق ما أوردت «سانا». وجاءت محاولة القوات النظامية التقدم في الشيخ سعيد جنوب حلب بعدما كانت قد تمكنت في الأيام الماضية من التقدم في شمالها على جبهة البريج وفي وسطها الشمالي (بستان الباشا وسليمان الحلبي). وفي هذا الإطار، قال «المرصد» إن اشتباكات دارت أمس بين القوات النظامية وفصائل المعارضة «في محاور صلاح الدين وبستان الباشا وسليمان الحلبي بمدينة حلب ومحور مناشر البريج شمال حلب، ترافقت مع قصف مدفعي من قوات النظام». كذلك لفت إلى أن قذائف صاروخية أطلقتها الفصائل سقطت صباحاً على حي الميدان بمدينة حلب، فيما قصفت قوات النظام حي مساكن هنانو ما أدى إلى أضرار مادية. وأشار «المرصد» أيضاً إلى أن طائرات حربية قصفت مناطق في حي الراشدين ومحور ال 1070 جنوب غربي حلب، فيما قُتل رجل وطفلة نتيجة قصف طائرات حربية أول من أمس بلدة خان العسل بريف حلب الغربي. وفي ريف حلب الشمالي، قال «المرصد» إن تنظيم «داعش» قصف منطقة أم حوش فيما سقطت قذائف أخرى أطلقتها فصائل المعارضة على قرى بريفي الباب والراعي حيث تحاول الفصائل طرد التنظيم المتشدد من كامل ريف حلب في إطار ما يُعرف بعملية «درع الفرات» المدعومة من تركيا. وقال الجيش التركي، أمس، إن تسعة من عناصر المعارضة السورية المدعومين من تركيا قتلوا و32 آخرين اصيبوا بجروح في اشتباكات جرت الخميس خلال عملية استهدفت طرد مسلحي «داعش» من منطقة سورية قرب الحدود مع تركيا. وأضاف الجيش أن طائرات حربية تركية قصفت 18 هدفاً في المنطقة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما أدى إلى تدمير أبنية يستخدمها «داعش»، في حين قتلت طائرات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة ثلاثة من المتشددين في ضربات جوية. وسيطرت الفصائل المدعومة من تركيا أول من أمس على قربة اخترين لتصبح على تماس مباشر مع قرية دابق ذات الرمزية الدينية ل «داعش». ولفت «المرصد»، في غضون ذلك، إلى أن «داعش» فجّر سيارة مفخخة في منطقة تل حوذان جنوب مدينة منبج بريف حلب والخاضعة لسيطرة «قوات سورية الديموقراطية»، ما أدى إلى خسائر بشرية في صفوف عناصر هذه القوات التي تضم فصائل عربية وكردية. وفي محافظة حمص (وسط)، قال «المرصد» إن شعائر صلاة الجمعة في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي أُلغيت أمس «حرصاً على سلامة المواطنين نتيجة القصف الجوي والصاروخي المتجدد على مناطق في المدينة». وأشار أيضاً إلى اشتباكات تدور في محور صوامع تدمر بريف حمص الشرقي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم «داعش» من طرف آخر، وسط تقدم للطرف الأخير وسيطرته على نقاط في المنطقة، وهو أمر أكدته وكالة «أعماق» الناطقة باسم «داعش» والتي تحدثت عن سيطرته على ثلاثة حواجز للنظام. أما في محافظة حماة المجاورة، فقد أفيد بأن طائرات حربية نفّذت غارات على بلدة اللطامنة وقرية الزلاقيات بريف حماة الشمالي. وفي محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، أغارت طائرات حربية على مدينة جسر الشغور وأطرافها بريف إدلب الغربي، وعلى بلدة التمانعة وبلدة سكيك بريف إدلب الجنوبي. وفي محافظة السويداء (جنوب)، استهدفت الفصائل الإسلامية والمقاتلة بقذائف عدة تمركزات للقوات النظامية داخل مطار الثعلة العسكري غرب السويداء، وفق ما أورد «المرصد» الذي أشار أيضاً إلى أن القوات النظامية جددت قصفها لمناطق في بلدة داعل بريف درعا الأوسط، ما أسفر عن مقتل شخصين وسقوط جرحى، في حين قُتل عنصر من الدفاع المدني نتيجة قصف النظام لبلدة إبطع بريف درعا الشمالي. وفي محافظة دير الزور (شرق)، تحدث «المرصد» عن إلقاء طائرات مروحية شحنات سقطت على مواقع لقوات النظام في أطراف منطقة جبال الثردة، ناقلاً عن مصادر لم يحددها إن الشحنات قد تكون تحمل أسلحة وذخائر. وأضاف أن اشتباكات عنيفة دارت فجراً في حيي الصناعة والحويقة بمدينة دير الزور بين «داعش» وقوات النظام. وعلى صعيد متصل، قال «المرصد» إن طائرات حربية عاودت استهداف جسر السياسية بأطراف مدينة دير الزور، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة وانهيار أجزاء منه، بعد ضربات استهدفته أيضاً أول من أمس.