قُتل حوالي 28 مهاجراً خلال غرق مراكبهم القادمة من الجنوب، وقضى غالبيتهم اختناقاً على متن مركب مكتظ بحوالى ألف مهاجر غير شرعي قبالة السواحل الليبية. وانتشلت قطعات البحرية الإيطالية جثث الغرقى في 33 عملية إنقاذ مختلفة خلال ساعات ليل الثلثاء وفجر أمس. وبلغ عدد المهاجرين الذين أُنقِذوا من الغرق 4655 مهاجراً وأُنزل 2024 منهم في ميناءَي باليرمو وكاتانيا صباح أمس. وقال مصوّر كان على متن سفينة الإنقاذ «أسترال» التابعة لمنظمة «بروأكتيفا أوبن آرمز» الخيرية الإسبانية، التي تدخلت لنجدة المهاجرين إن «المركب خشبي مؤلف من 3 طبقات عليها حوالى 1000 شخص. صعدت على متنه وأحصيت 22 جثة ولكن هناك مزيداً في الأسفل». وأضاف أن «المركب تسوده حالة هلع. ثمة أشخاص يقفزون في البحر، وهناك طائرة عسكرية إسبانية تلقي سترات نجاة للمهاجرين». وأوضحت منظمة «بروأكتيفا أوبن آرمز» التي أسسها رجال إنقاذ من كاتالونيا، في تغريدة على تويتر، أن السفن تقل عدداً كبيراً من النساء والأطفال. ووصل إلى ميناء باليرمو صباح أمس، 1020 مهاجراً حملتهم سفينة «بوربون آغروس» التابعة إلى منظمة «أطباء بلا حدود» فيما حملت سفينة «داتّيلو» التابعة إلى البحرية الإيطالية 1004 مهاجرين آخرين. ودعا الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون أوروبا إلى «الإنصات إلى نداء (رئيس الحكومة الإيطالية) ماتّيو رينزي في البحث عن حلول مشتركة لقضية الهجرة». وأضاف في حوار أجرته معه جريدة «لا ستامبا» الإيطالية أن «هناك مخاطر جدّية بأن تستغل التنظيمات الإرهابية هذا الوضع من أجل تنشيط تجارة الأعضاء البشرية». وتطرّق بان كي مون إلى الوضع في سورية بالقول إنه «ليس بالإمكان ربط مصير بلد بأسره بمصير رجل واحد». يُذكر أن جريدة «لا ستامبا» نشرت الحوار مع الأمين العام للأمم المتحدة تزامناً مع زيارته إلى الفاتيكان. من جهة أخرى، رحّلت السلطات اليونانية (أ ف ب) أمس، من جزيرة لسبوس إلى ديكيلي في تركيا مجموعة من 55 طالب لجوء يشكّل الباكستانيون والجزائريون القسم الأكبر منهم، وذلك ضمن إطار اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وفق ما قال مصدر في الشرطة. وأضاف المصدر أن هذه المجموعة تضم أول 37 طالب لجوء رفضت سلطات جهاز اللجوء اليوناني طلباتهم في المرحلة الثانية. وبالإضافة إلى 20 باكستانياً و20 جزائرياً، تضم هذه المجموعة 5 مغاربة، و4 أفغان و3 من بنغلادش إلى جانب سريلانكي وإيراني وفلسطيني. وأدت عملية التطهير الكثيفة التي بدأتها السلطات التركية بعد الانقلاب الفاشل إلى توتر في العلاقات بين أنقرة وبروكسيل. وهذه أول عملية ترحيل كبرى منذ الانقلاب في تركيا في 15 تموز (يوليو) الماضي، وكان سبقها في 8 أيلول (سبتمبر)، ترحيل أول 5 طالبي لجوء رُفضت طلباتهم في المرحلة الأولى من اليونان إلى تركيا. ومنذ بدء تطبيق الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في 20 آذار (مارس) الماضي، وحتى بداية أيلول، رحّلت اليونان إلى تركيا حوالى 500 مهاجر لم يطلب القسم الأكبر منهم اللجوء في اليونان أو أنهم سحبوا طلباتهم. وطلب معظم الذين وصلوا بعد 20 آذار اللجوء في اليونان، لمحاولة تأخير ترحيلهم أو منعه. وكانت أثينا بدأت تدقيقاً فردياً على صعيد طالبي اللجوء، لذلك تأخرت عمليات الترحيل الجماعية. وقال مصدر في الشرطة اليونانية: «إذا تسارعت عملية بحث اللجوء، ستتكثف عمليات الترحيل». يذكر أن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حدّ كثيراً من تدفق المهاجرين إلى أوروبا عبر تركيا، لتنتقل طريق الهجرة إلى ما بين ليبيا ومصر وإيطاليا. وينص هذا الاتفاق الذي انتقده عدد كبير من المنظمات غير الحكومية، على ترحيل المهاجرين واللاجئين الذين يصلون إلى اليونان بعد 20 آذار إلى تركيا. وفي مقابل كل سوري يتم ترحيله، يتعين استقبال سوري في أوروبا. ولم ترحّل اليونان حتى الآن إلى تركيا إي طالب لجوء سوري. وهددت أنقرة بنقض اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي إذا لم يحرز ملف إعفاء الأتراك من تأشيرات دخول إلى دول شنغن، أي تقدم.