أكد مثقفون سعوديون أهمية أن تنطلق الهيئة العليا للسياحة والتراث والوطني في إدارتها لمهرجان سوق عكاظ مما انتهى إليه المهرجان من نجاح تحت إدارة إمارة منطقة مكةالمكرمة. ودعا هؤلاء في استطلاع ل«الحياة» إلى تحقيق مزيد من النجاح للمهرجان الذي لفت الأنظار بفعالياته وجوائزه والمشاركين فيه. وتعمل حاليا الأمانة العامة للمهرجان مع الهيئة العليا للسياحة والتراث الوطني على إنهاء تسليم جميع أعمال وممتلكات سوق عكاظ للهيئة، لتصبح جميع فعاليات وأنشطة السوق بإشراف الهيئة. ووفقاً لبيان الأمانة الإشرافية، تمت إعادة إحياء سوق عكاظ قبل نحو 10 أعوام بتوجيه من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وظل طوال تلك الفترة بإشراف إمارة منطقة مكةالمكرمة، وبجهود قطاعات حكومية وأهلية تحول السوق إلى مدينة تشكل نواة الطائف الجديد، إذ تم تخصيص أرض للسوق تقدر مساحتها ب10 ملايين مترمربع، ونفذت عليها مشاريع بأكثر من 400 مليون ريال، فيما توسعت الجوائز من جائزة واحدة إلى 12 جائزة صرف عليها أكثر من 15 مليون ريال. وأكدت الأمانة الإشرافية للسوق أن الأمير خالد الفيصل أصدر توجيهاته الرسمية لجميع القطاعات الحكومية والأهلية في منطقة مكة بضرورة العمل مع هيئة السياحة والتراث الوطني، لتحقق السوق نتائج أفضل في الأعوام المقبلة. وقال الدكتور أحمد الهلالي: «مهرجان سوق عكاظ قطع شوطاً كبيراً خلال سنيه العشر، والهيئة يجب أن تبني على ما تقدم وتعلي البناء، لتصل بالسوق إلى الريادة عربياً وعالمياً، فالجذور التاريخية العميقة، والتأسيس المتبصر، يهديان الهيئة النجاح مقدماً شرط أن تسير في طريق التطوير بناء على استشارات وشراكات المتخصصين من المثقفين والأدباء والمؤرخين والفنانين والمؤسسات الثقافية والمهتمين داخل الوطن وخارجه»، متمنياً النجاح للهيئة في النسخة ال11 «التي اعتبرها تحدياً كبيراً لها كونها الحد الفاصل بين المرحلتين، وإلى مزيد من التقدم والعطاء العكاظي». وتصور الكاتب نبيل زارع أن هيئة السياحة «سيكون لها اهتمام ملموس بسوق عكاظ، خصوصاً أن المهرجان يقع في عروس المصايف الطائف، وبالتالي سيكون عليه دور مضاعف نحو التسويق بشكل احترافي لتستمر عالمية السوق، وفي الوقت نفسه عدم تهميش جانبه الثقافي، لأن وضع الطائف الآن أصبح محسوباً على الخريطة الثقافية، ومن هنا يجب الاستمرار والتطوير لهذا الجانب»، داعياً إلى تطوير الخدمات داخل السوق. في حين ثمن رئيس نادي الطائف الأدبي عطا الله الجعيد الجهود التي بذلها أمير منطقة مكةالمكرمة في انطلاقة المهرجان ثم تطويره إلى أن وصل إلى مستويات عالية. وقال الجعيد: «انضمام سوق عكاظ إلى هيئة السياحة بمثابة الدرس الذي يقدمه لنا الأمير خالد الفيصل في ما يخص العمل المؤسسي غير المرتبط بشخص بعينه، وكما يقال «اعطِ الخبز لخبازه»، وذلك بحكم أن هيئة السياحة وتحت إدارة الأمير سلطان بن سلمان هي صاحبة الاختصاص، خصوصاً إذا علمنا أن هيئة السياحة شريك أساسي في سوق عكاظ كونها المشرفة على جادته وشريانه، ما يعطينا انطباعا أن السوق في تطور سريع». مشاركة المرأة في القرار العكاظي أمر مهم أكدت الدكتورة منى المالكي أن سوق عكاظ إرث ثقافي ضخم «وصل إلينا من أجدادنا الأوائل، وللأسف وأدناه بعد فترة من الزمن نتيجة غفوة حضارية مريعة، وما أشبه الليلة بالبارحة! إلى أن قيض الله رجالاً استطاعوا وبصدق بعث السوق من مرقده، فبدأ محلقاً كطائر فينيق عظيم، واستطاع الفارس العربي الكريم الأمير خالد الفيصل أن يرد على معارضي السوق وقتها بكلمة «سلاماً»، وبالفعل بدأ السوق واستمر معه بسلام مع شلالات من الجمال والإبداع، بدأ فقال وصدق هذا الخالد». وقالت المالكي: «هيئة السياحة هي الجهة المخولة والقادرة على فعل حراك أقوى بمعايير جودة عالمية»، داعية إلى تكريم الفريق السابق «الذي أسس لبرنامج ثقافي جيد وعمل بصدق وإخلاص على جهوده، وأن تكون هناك مشاركة من جميع مناطق المملكة فاعلة وحقيقيةً، وألا نكرر أنفسنا في كل عكاظ بالأفكار نفسها». ولفتت المالكي إلى أن وجود المرأة في صناعة القرار العكاظي أمر مهم، «وهو طلب كتبت عنه وتكلمت عنه كثيراً، وفي آخر لقاء مع الأمير خالد الفيصل لضيوف سوق عكاظ رد عليّ بأن الأمر لم يكن مقصوداً، فهل ستستدرك هيئة السياحة ما فات في السنوات السابقة؟».