تتهم السلطات اليمنية جماعة «الحراك الجنوبي» بتقديم تسهيلات ومساعدة «القاعدة» لتنفيذ عملياته، خصوصاً في محافظة أبين الجنوبية التي تحولت خلال الأسابيع الأخيرة إلى ساحة مواجهة هي الأكثر عنفاً ودموية بين القوات الحكومية والتنظيم. لكن صنعاء أعلنت رفضها لأي تدخل اجنبي في الاراضي اليمنية للمشاركة في الحرب على «القاعدة». وقال مصدر مسؤول للموقع الالكتروني لوزارة الدفاع اليمنية ان «اليمن لا يقبل اي تواجد عسكري اجنبي على اراضيه، نافياً كل التقارير التي اشارت الى وجود قوات غربية على الاراضي اليمنية او مشاركتها في العمليات القتالية. وقال: «اننا نستغرب نشر مثل هذه المزاعم والافتراءات المختلقة التي لا اساس لها من الصحة في بعض وسائل الإعلام وبخاصة في الآونة الأخيرة تارة عن وجود جنود بريطانيين واخرى عن وصول قوات اميركية لمكافحة الارهاب في اليمن». لكن المصدر اليمني اكد ان «تعاون اليمن مع المجتمع الدولي في مكافحة الارهاب سواء مع الولاياتالمتحدة او غيرها يقتصر على تبادل المعلومات والتي تسهل في تعقب العناصر الارهابية وتقديمها للعدالة». في موازاة ذلك، أكدت ل «الحياة» مصادر متطابقة في محافظة أبين ان عشرات من الشبان المنضوين في جماعات «الحراك» أعلنوا انضمامهم إلى صفوف «القاعدة»، وانه تم تزويدهم بالسلاح للمشاركة في الهجمات الأخيرة على دوريات الأمن ورجال الشرطة في عدد من مديريات المحافظة، وان بعض هؤلاء شارك الى جانب «القاعدة» في المواجهات الاخيرة مع الجيش اليمني في مديرية لودر قبل نحو عشرة أيام، وأسرت عن مقتل العشرات. وأضافت المصادر أن عناصر «القاعدة» يحصلون على معلومات أولاً بأول حول تحركات القوات الحكومية وتعزيزاتها في مختلف المناطق التي يستهدفونها، من مصادر عدة. ولم تستبعد أن تكون عناصر من «الحراك الجنوبي» تقدم مثل هذه المعلومات وتسهيل مهمة التنظيم في استهداف القوات الامنية. ولاحظت المصادر ان عشرات المسلحين كانوا يجوبون شوارع لودر، خلال المواجهات، وتعمد آخرون الظهور بأسلحتهم في عدد من المديريات الأخرى ومنها زنجبار عاصمة المحافظة، بما يظهر ان شباناً من المنطقة حصلوا على اسلحة حديثة وانهم ينخرطون اكثر فأكثر في المواجهات مع الحكومة. وبحسب المصادر، تبذل السلطات المحلية وأجهزة الأمن في أبين مساعي لدى وجهاء وأبناء المحافظة للتعاون مع القوات الحكومية في ملاحقة «القاعدة» والامتناع عن رفده بعناصر بشرية او مساعدته.