إذا كان لا يختلف كثيرون على مكانة وحظوة مشروب السوبيا لديهم، خصوصاً في شهر رمضان، فإن آراء كثيرة للصائمين تضاربت حول تغير نكهتها والاهتمام بإعدادها والالتزام بنظافة وحماية مكوناتها، كما أنها لا تجد الإقبال نفسه في مناطق المملكة المختلفة، فإذا كانت تطغى في الحجاز (مكان النشأة) على معظم العصائر، فإن مكانة بعض العصائر الأخرى لم تتزحزح مع انتشار السوبيا في العاصمة، كما أنها محط رغبات المسنين لما تمدهم به من انضباط في ضغط الدم والكلسترول. وقال بائع السوبيا أبو أحمد: «تعد السوبيا من أفضل العصائر التي يفضلها الصائمون بشهر رمضان سواء على وجبة الإفطار أو على السحور، ولها روادها الخاصون الذين يأتوني كل يوم لأعد لهم أصنافاً أبردها بالثلاجة الخاصة، وأنها تباع على مدار العام في منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة، إذ يتم التفرغ لذلك في رمضان لأنها تشكل علامة من علاماته». وأضاف: «أعمل بهذه المهنة منذ سبع سنوات، وامتلكت الخبرة الكافية لمعرفة ما هي أذواق محبيها ونكهاتهم المفضلة، فسوبيا مكة ذات قيمة غذائية جيدة سواء كان إعدادها من الشعير أو الخبز الجاف أو الزبيب، ومنها يتفرع زبيب العنب الأحمر الذي يفضله الشباب، وشعير الحجاز الأبيض الذي يفضله كبار السن لأنه يضبط ضغط الدم والكلسترول، كما أضع على كل كيس أبيعه رقم جوالي، لكي لا أخسر ثقة الزبون». وذكر أحد محبي السوبيا عايض الرشيدي أنه ليس هناك تغيير كبير فيها، ولكن قد يختلف طعمها وتركيزها، مثل زيادة السكر أو نقصه، وقال: «كيس السوبيا الذي أشتريه لا يكاد ينتهي اليوم إلا وأشتري غيره، وهذا المشروب يوجد في منطقة نجد بشكل مكثف فقط في شهر رمضان، أما في مكة والطائف طوال السنة»، بينما ذكر عبدالرحمن اليامي أن غياب النظافة والعناية الصحية يجعل من تلوثها وفسادها احتمالاً كبيراً بسبب الملوثات المنتشرة في الجو، خصوصاً أنها تباع تحت أشعة الشمس، وقال: «لا أفضل أن أشتري السوبيا من أي بائع إلا من جرت العادة على التعامل معه، إذ فقدت السوبيا نكهتها وطعمها الخاص، وقليلاً ما تجد بائعيها في الشوارع العامة لتقلص أعداد المقبلين عليها خصوصاً في العاصمة». .