أضفى الرئيس الأفغاني أشرف عبدالغني الصبغة الرسمية على اتفاق أثار جدلاً كبيراً مع أحد أشهر أمراء الحرب في البلاد اليوم (الخميس) وتأمل الحكومة بأن يقود الاتفاق إلى المزيد من اتفاقات السلام. ووقع عبدالغني وهو محاط بمئات من المسؤولين الأفغان وأمراء الحرب السابقين المتناحرين اتفاقاً يمهد الطريق أمام فصيل «الحزب الإسلامي» الذي يقوده قلب الدين حكمتيار للقيام بدور ناشط في الحياة السياسية. وعلى رغم أحاديثه الرنانة عن الوحدة لم يحضر حكمتيار التوقيع، وخاطب المجتمعين في كابول برسالة مصورة ظهر فيها بمفرده ليوقع الاتفاق في غرفة صغيرة. وقال حكمتيار في الرسالة المسجلة «آمل بهذا الاتفاق وضع نهاية للأزمة الراهنة في البلاد»، وأضاف: «أدعو جميع الأطراف إلى دعم اتفاق السلام هذا وأدعو الأحزاب المعارضة للحكومة إلى أن تنضم إلى عملية السلام وأن تسعى لتحقيق أهدافها باستخدام الطرق السلمية». وتصنف الولاياتالمتحدة حكمتيار وهو شخصية مثيرة للجدل، «إرهابياً دولياً» بسبب أدواره في تمرد على السوفيات في ثمانينات القرن الماضي والحروب الأهلية في التسعينات. وتقود الولاياتالمتحدة عملية عسكرية في أفغانستان منذ 15 عاماً. وقال حكمتيار: «نأمل بأن يأتي اليوم الذي ينتهي فيه التدخل الأجنبي وترحل القوات الأجنبية بالكامل من أفغانستان ويتحقق السلام». ويعتبر حكمتيار، الذي كان يتولى منصب رئيس الوزراء في التسعينات قبل صعود حركة «طالبان» إلى الحكم منذ فترة طويلة، حليفاً مقرباً من باكستان المجاورة. ويلعب فصيله «الحزب الإسلامي» دوراً صغيراً نسبياً في الصراع الراهن الذي تقوم فيه حركة «طالبان» بالدور الرئيسي في قتال حكومة كابول المدعومة من الغرب. لكن مسؤولين حكوميين يأملون بأن يكون الاتفاق خطوة أولى باتجاه إبرام اتفاقات سلام مع «طالبان» وجماعات أخرى في نهاية المطاف. وقال عبدالغني: «هذه فرصة لطالبان وجماعات متشددة أخرى لتوضيح قرارها: إما أن تنحاز إلى الشعب وتنضم إلى قافلة السلام مثل الحزب الإسلامي أو أن تختار مواجهة الشعب واستمرار إراقة الدماء».